للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وروى أحمد بن فارس المنبجي، عن عبيد الله بن يحيى البحتريِّ، قال: حدثنا أبي عن جماعة من أهل العلم والأدب، منهم: يموت بن المزرَّع، قال: قلت لأبي عثمان الجاحظ: مَن أنسب العرب؟ فقال: الذي يقول " من الكامل ":

عَجلت إلى فضلِ الخِمارِ فأثَّرت ... عَذَباتهُ بمواضعِ التقبيلِ

وهذا للبحتري في القصيدة التي أوَّلها:

صَبٌّ يُخَاطبُ ... مفحماتِ طُلولِ

[" مروان بن أبي حفصة "]

حدثني أبو عبد الله الحكيمي، قال: حدثني يموت بن المزرَّع، قال: حدثنا الرِّياشي، قال: سألت الأصمعيُّ عن مروان بن أبي حفصة، فقال لي: كان مُولَّداً، ولم يكن له علم بالشِّعر.

[" دعبل الخزاعي "]

وأخبرنا المرزباني، قال: حدثنا أبو بكر الحكيمي، قال: حدثني يموت ابن المزرَّع، قال: حدثنا محمود بن حُميد، قال: كنَّا عند الأصمعي، فأنشده رجل أبيات دعبل " من الكامل ":

أين الشبابُ وأيةً سلكا ... لا أين يُطلبُ ضلَّ بل هلكا

لا تعجبي يا سلمُ من رجلٍ ... ضحكَ المشيبُ برأسهِ فبكى

يا سلمُ ما بالشيبِ مَنْقصةٌ ... لا سُوقةً يُبقي ولا مَلِكا

قصرَ الغِوايَةَ عن هوى قمرٍ ... وجدَ السبيلَ إليهِ مشتركَا

يا ليتَ شِعري كيف نومكما ... يا صاحبيَّ إذا دَمي سُفِكا

لا تأخذا بظُلامتي أحداً ... قلبي وطرْفي في دمي اشتركا

قال: فاستحسنها كلُّ مَن في المجلس، وأكثروا التَّعجُّب من قوله:

ضحكَ المشيبُ برأسهِ فبكى

فقال الأصمعي: إنما أخذ قوله هذا من ابن مُطير الأسدي، في قوله " من الخفيف ":

أين أهلُ القباب بالدَّهناءِ ... أين جيراننا على الأحساءِ

جاورنا والأرضُ مُلْبَسَةٌ ... نُورَ الأقَاحي تُجَادُ بالأنوارِ

كلَّ يومٍ عن أُقحوانٍ جديدٍ ... تضحكُ الأرض من بكاءِ السَّماءِ

وقد أخذه مسلم صريع الغواني، في قوله " من السريع ":

مستعبرٌ يبكي على دِمنةٍ ... ورأسهُ يضحكُ فيه المشيبْ

" العتَّابي "

ذكر محمد بن عبدوس، في كتابه " كتاب الوزراء "، قال: حدثني عبد الواحد بن محمد، يعني الخصيبيّ، قال: حدثني يموت بن المزرَّع، قال: كان العتَّابي يقول بالاعتزال، فاتصل ذلك بالرشيد، وكُثِّر عليه في أمره، فأمَر فيه بأمر غليظ، فهرب إلى اليمن، وكان مقيماً فيها على خوف وتَوَقٍّ. فاحتال يحيى بن خالدو إلى أن أسمع الرَّشيد شيئاً من خُطبه ورسائله، فاستحسنها الرَّشيد، وسأل عن الكلام لمن هو؟ فقال يحيى: هو كلام العتَّابيُّ، وإن رأيت يا أمير المؤمنين أن يحضر حتى يسمع الأمين والمأمون، ويضع لهما خُطباً، لكان في ذلك صلاحاً لهما. فأمَّنه الرشيد، وأمر بإحضاره. ولمَّا اتصل خبر ذلك بالعتَّابي، قال يمدح يحيى بن خالد " من البسيط ":

ما زلتُ في سكرات الموتِ مُطَّرحاً ... قد غَابَ عني وجهُ الأرضِ من خَبَلي

فلم تزل دائباً تسعى لتُنقذني ... حتى اختلستَ حياتي من يدِ الأجلِ

[" عمرو بن زعبل "]

أخبرني الصولي، قال: حدثني يموت بن المزرَّع، قال: قال عمرو بن زَعبَل يهجو دَمَاذاً " من الكامل ":

إني رأيتُ دماذَ عينَ الأحمقِ ... وكذاكَ سيما المعجَبِ المتحذلقِ

لم يدرِ ما علمُ الخليلِ فيقتدي ... ببيانِ ذَاكَ ولا حدودُ المنطقِ

ويقولُ أشعاراً تشابهُ خُرْأهُ ... نَسْجُ الصَّنَاعِ خلافُ نَسْجِ الأخرقِ

" أبو العتاهية "

<<  <   >  >>