وَلِهَذَا حكى المقريزي فِي تَرْجَمَة ابْن الفارض أَن ابْن عَرَبِيّ بعث إِلَيْهِ يَسْتَأْذِنهُ فِي شرح التائية فَقَالَ لَهُ كتابك الْفتُوح شرح لَهَا فَمن ذَلِك قَوْله
(وشكري لَهُ وَالْبر مني وَاصل ... إِلَيّ وَنَفْسِي باتحادي استبدت)
(وَلم أَله باللاهوت عَن حكم مظهري ... وَلم أنس بالناسوت مظهر حكمتي)
(إِلَيّ رَسُولا كنت مني مُرْسلا ... وذاتي بآياتي عَليّ استدلت)
(وَفَارق ضلال الْفرق فالجمع منتج ... هدى فرقة بالاتحاد تحدت)
(وَجل فِي فنون الِاتِّحَاد وَلَا تحد ... إِلَى فِئَة فِي غَيره الْعُمر أفنت)
(فمت بِمَعْنَاهُ وعش فِيهِ أَو فمت ... مَعْنَاهُ وَاتبع أمة فِيهِ أمت)
(وَأَنت بِهَذَا الْمجد أَجْدَر من أخي ... اجْتِهَاد بجد عَن رَجَاء وخيفة)
تدبر قَوْله وَفَارق ضلال الْفرق فَإِنَّهُ جعل الْفرق بَين الْمَخْلُوق والخالق ضلالا فضلل الشقي فِيهَا جَمِيع الْأَنْبِيَاء وَالْمَلَائِكَة بل جَمِيع الْإِنْس وَالْجِنّ وَهَكَذَا فَلْيَكُن الْوَلِيّ المقرب
وَمن أبياته التائية
(مظَاهر لي فِيهَا بدوت وَلم أكن ... عَليّ بخاف قبل موطن برزتي)
(فَلفظ وكل بِي لِسَان مُحدث ... ولحظ وكل فِي عين لعبرة)
(وَسمع وكلي بالندا أسمع الندا ... وكلي فِي رد الردى يَد قُوَّة)
(لأسْمع أفعالي بسمع بصيرتي ... وَأشْهد أقوالي بِعَين سميعة)
وَمن ذَلِك قَوْله
(فَبِي مجْلِس الْأَذْكَار سمع مطالع ... وَبِي حانة الْخمار عين طَلِيعَة)
(وَمَا عقد الزنار حكما سوى يَدي ... وَإِن خل بِالْإِقْرَارِ بِي فَهِيَ حلت)