للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورده وضع الدواة بَين يَدَيْهِ وَكتب خمْسا وَثَلَاثِينَ ورقة تصنيفا عَن حفظه وَكَانَ يذكر أَن كتبه بالمداد أسهل عَلَيْهِ من الكتبة بالحبر وَإِذا صلى الْفجْر دفع بعض أَصْحَابه مَا صنفه فِي ليلته وَأمره بقرَاءَته عَلَيْهِ وأملى عَلَيْهِ الزِّيَادَات فِيهِ قَالَ أَبُو الْفرج وَسمعت أَبَا بكر الْخَوَارِزْمِيّ يَقُول كل مُصَنف بِبَغْدَادَ إِنَّمَا ينْقل من كتب النَّاس إِلَى تصانيفه سوى الْقَاضِي أَبِي بكر فَإِن صَدره يحوي علمه وَعلم النَّاس وَقَالُوا ثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَطِيب قَالَ ثَنَا عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَرْبِيّ الْمَالِكِي قَالَ كَانَ الْقَاضِي أَبُو بكر الْأَشْعَرِيّ يهم بِأَن يختصر مَا يصنفه فَلَا يقدر على ذَلِك لسعة علمه وَكَثْرَة حفظه قَالَ وَمَا صنف أحد خلافًا إِلَّا احْتَاجَ أَن يطالع كتب الْمُخَالفين عِنْد الْقَاضِي أَبِي بكر فَإِن جَمِيع مَا كَانَ يذكر خلاف النَّاس فِيهِ صنفه من حفظه قَالَ أَبُو بكر وحَدَّثَنِي الْقَاضِي أَبُو حَامِد أَحْمد بن مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عمر الاستوائي قَالَ كَانَ أَبُو مُحَمَّد اليافي يَقُول لَو أوصى رجل بِثلث مَاله أَن يدْفع إِلَى أفْصح النَّاس لوَجَبَ أَن يدْفع إِلَيّ أَبُو بكر الْأَشْعَرِيّ أَخْبَرنِي الشَّيْخ أَبُو الْقسم نصر بن نصر فِي كِتَابه إليَّ عَن الْقَاضِي أَبِي الْمَعَالِي بن عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ ذكر الشَّيْخ الإِمَام أَبُو حَاتِم مَحْمُود بن الْحُسَيْنِ الْقزْوِينِي أَن مَا كَانَ يضمره الْقَاضِي الإِمَام أَبُو بكر الْأَشْعَرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ من الْوَرع والديانة والزهد والصيانة أَضْعَاف مَا كَانَ يظهره فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ إِنَّمَا أظهر مَا أظهره غيظا للْيَهُود وَالنَّصَارَى والمعتزلة والرافضة والمخالفين لِئَلَّا يستحقروا عُلَمَاء الْحق وَالدّين فأضمر مَا أضمره فَإِنِّي رَأَيْت آدم مَعَ جلالته

<<  <   >  >>