للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْأَشْعَرِيّ فَقلت وَمَا فعل اللَّه بِهِ فَقَالُوا غفر لَهُ وَرفع لَهُ فِي الدَّرَجَات قَالَ ففارقتهم ومشيت وَكَأَنِّي رَأَيْت الْقَاضِي أَبَا بكر وَعَلِيهِ ثِيَاب حَسَنَة وَهُوَ جَالس فِي رياض خضرَة نَضرة قَالَ فهممت أَن أسأله عَن حَاله فَسَمعته يقْرَأ بِصَوْت عَال {هاؤم اقرؤوا كِتَابِيَهْ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ فِي جنَّة عالية} فهالني ذَلِك فَرحا وانتبهت

قَالَ الْقَاضِي أَبُو الْمَعَالِي وَذكر أَبُو بكر الْخَطِيب قَالَ مَاتَ الْقَاضِي أَبُو بكر الْأَشْعَرِيّ يَوْم السبت الثَّالِث وَالْعِشْرين من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وأربعماية وَدفن فِي دَاره بنهر طابق قَالَ أَبُو الْمَعَالِي عَن غير الْخَطِيب ثمَّ نقل إِلَى بَاب حَرْب وَدفن فِي تربة بِقرب قبر الإِمَام أَبِي عَبْد اللَّهِ أَحْمد ابْن حَنْبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وأرضاه ومنقوش على علم عِنْد رَأس تربته مَا هَذِهِ نسخته هَذَا قبر الْقَاضِي الإِمَام السعيد فَخر الْأمة ولسان الْملَّة وَسيف السّنة عماد الدّين نَاصر الْإِسْلَام أَبِي بكر مُحَمَّد بن الطّيب الْبَصْرِيّ قدس اللَّه روحه وألحقه بِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صلوَات اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَامه ويزار ويستسقى ويتبرك بِهِ

أَخْبَرَنَا الشريف أَبُو الْقسم بْنُ أَبِي الْحُسَيْن والشيوخ أَبُو الْحَسَنِ بن أَبِي الْعَبَّاس وأَبُو تُرَاب بن أَحْمَدَ وأَبُو مَنْصُور بن عَبْدِ الْمَلِكِ قَالُوا أنشدنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَغْدَادِيّ قَالَ أَنْشدني أَبُو نصر عبد السَّيِّد بن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْفَقِيه لبَعْضهِم يرثي الْقَاضِي أَبَا بكر مُحَمَّد بن الطّيب ... انْظُر إِلَى جبل تمشي الرِّجَال بِهِ ... وَانْظُر إِلَى الْقَبْر مَا يحوي من الصلف ...

<<  <   >  >>