للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مولد وَالِدي الإِمَام شيخ السّنة أَبِي بكر الْبَيْهَقِيّ فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وثلاثمائة وَتُوفِّي فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة

سَمِعت الشَّيْخ أَبَا بكر مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حبيب العامري بِبَغْدَادَ يَقُول سَمِعت من يَحْكِي عَن الإِمَام أَبِي الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيّ أَنه قَالَ مَا من شَافِعِيّ إِلَّا وَللشَّافِعِيّ عَلَيْهِ منَّة إِلَّا أَحْمد الْبَيْهَقِيّ فَإِن لَهُ على الشَّافِعِي مِنَّة لتصانيفه فِي نصْرَة مذْهبه وأقاويله أَو كَمَا قَالَ

كتب إليَّ الشَّيْخ أَبُو الْحَسَنِ الْفَارِسِي قَالَ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ الإِمَام الْحَافِظ الْفَقِيه الأصولي الدَّيِّن الْوَرع وَاحِد زَمَانه فِي الْحِفْظ وفرد أقرانه فِي الإتقان والضبط من كبار أَصْحَاب الْحَاكِم أَبِي عَبْد اللَّهِ الْحَافِظ والمكثرين عَنهُ ثمَّ الزَّائِد عَلَيْهِ فِي أَنْوَاع الْعُلُوم كتب الحَدِيث وَحفظه من صباه إِلَى أَن نَشأ وتفقه وبرع فِيهِ وَشرع فِي الْأُصُول ورحل إِلَى الْعرَاق وَالْجِبَال والحجاز ثمَّ اشْتغل بالتصنيف وَألف من الْكتب مَا لَعَلَّه يبلغ قَرِيبا من ألف جُزْء مِمَّا لم يسْبق إِلَيْهِ أحد جمع فِي تصانيفه بَين علم الحَدِيث وَالْفِقْه وَبَيَان علل الحَدِيث وَالصَّحِيح والسقيم وَذكر وُجُوه الْجمع بَين الْأَحَادِيث ثمَّ بَيَان الْفِقْه وَالْأُصُول وَشرح مَا يتَعَلَّق بِالْعَرَبِيَّةِ استدعى مِنْهُ الْأَئِمَّة فِي عصره الِانْتِقَال إِلَى نيسابور من النَّاحِيَة لسَمَاع كتاب الْمعرفَة وَغير ذَلِك من تصانيفه فَعَاد إِلَى نيسابور سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وعقدوا لَهُ الْمجْلس لقِرَاءَة كتاب الْمعرفَة وحضره الْأَئِمَّة وَالْفُقَهَاء وَأَكْثرُوا الثنَاء عَلَيْهِ وَالدُّعَاء لَهُ فِي ذَلِك لبراعته ومعرفته وإفادته وَكَانَ رَحمَه اللَّه على سيرة الْعلمَاء قانعا من الدُّنْيَا باليسير

<<  <   >  >>