للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والكبار وَصلى عَلَيْهِ ابْنه الإِمَام أَبُو الْقسم بعد جهد جهيد حَتَّى حمل إِلَى دَاره شدَّة الزحمة وَقت التطفيل وَدفن فِي دَاره وَبعد سِنِين نقل إِلَى مَقْبرَة الْحُسَيْن وَكسر منبره فِي الْجَامِع المنيعي وَقعد النَّاس للعزاء أَيَّامًا عزاءً عَاما وَأكْثر الشُّعَرَاء المراثي فِيهِ وَكَانَ الطّلبَة قَرِيبا من أَرْبَعمِائَة نفر يطوفون فِي الْبَلَد نَائحين عَلَيْهِ مكسرين المحابر والأقلام مبالغين فِي الصياح والجزع وَكَانَ مولده ثامن عشر الْمحرم سنة تسع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَتُوفِّي وَهُوَ ابْن تسع وَخمسين سنة رَحمَه اللَّه

سمع الحَدِيث الْكثير فِي صباه من مَشَايِخ مثل الشَّيْخ أَبِي حسان وَأبي سعد عَلَيْك وَأبي سعد النضروي وَمَنْصُور بن رامش وَجمع لَهُ كتاب الْأَرْبَعين فسمعناه مِنْهُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وَقد سمع سنَن الدَّارَقُطْنِيّ من أبي سعد بن عَلَيْك وَكَانَ يعْتَمد تِلْكَ الْأَحَادِيث فِي مسَائِل الْخلاف وَيذكر الْجرْح وَالتَّعْدِيل مِنْهَا فِي الروَاة وظني أَن آثَار جده واجتهاده فِي دين اللَّه يَدُوم إِلَى قيام السَّاعَة وان انْقَطع نَسْله من جِهَة الذُّكُور ظَاهرا فنشر علمه يقوم مقَام كل نسب ويغنيه عَن كل نشب مكتسب واللَّه تَعَالَى يسْقِي فِي كل لَحْظَة جَدِيدَة تِلْكَ الرَّوْضَة الشَّرِيفَة عزالي رَحمته وَيزِيد فِي ألطافه وكرامته بفضله ومنته إِنَّه ولى كل خير

وَمِمَّا قيل عِنْد وَفَاته ... قُلُوب الْعَالمين على المقالي

وَأَيَّام الورى شبه اللَّيَالِي

أيثمر غُصْن أهل الْفضل يَوْمًا

وَقد مَاتَ الْأَمَام أَبُو الْمَعَالِي ...

<<  <   >  >>