لكِنهمْ فاتوه بِالسَّبقِ وَكَانَت أوقاته كلهَا مستغرقة فِي عمل الْخَيْر إِمَّا فِي نشر علم وَإِمَّا فِي إصْلَاح عمل وَحكى عَن بعض أهل الْعلم أَنه قَالَ صَحِبت إِمَام الْحَرَمَيْنِ أَبَا الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيّ بخراسان ثمَّ قدمت الْعرَاق فصحبت الشَّيْخ أَبَا اسحق الشِّيرَازِيّ فَكَانَت طَرِيقَته عِنْدِي أفضل من طَريقَة أَبِي الْمَعَالِي ثمَّ قدمت الشَّام فَرَأَيْت الْفَقِيه أَبَا الْفَتْح فَكَانَت طَرِيقَته أحسن من طريقتيهما جَمِيعًا
سَمِعت الشَّيْخ الْفَقِيه أَبَا الْفَتْحِ نَصْرُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقوي المصِّيصِي يَقُول توفّي الْفَقِيه أَبُو الْفَتْحِ نصر بن إِبْرَاهِيمَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء التَّاسِع من الْمحرم سنة تسعين وَأَرْبَعمِائَة بِدِمَشْقَ وخرجنَا بجنَازته بعد صَلَاة الظّهْر فَلم يمكنا دَفنه إِلَى قريب الْمغرب لِأَن النَّاس حالوا بيننَا وَبَينه وَكَانَ الْخلق متوفرا ذكر الدمشقيون أَنهم لم يرَوا جنَازة مثلهَا وأقمنَا على قَبره سبع لَيَال نَقْرَأ كل لَيْلَة عشْرين ختمة رَحمَه اللَّه ونضر وَجهه
وَمِنْهُم أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيّ نزيل مَكَّة رَحمَه اللَّه
كتب إليَّ الشَّيْخ أَبُو الْحَسَنِ عبد الغافر بن إِسْمَاعِيل قَالَ الْحُسَيْن ابْن عَليّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيّ الإِمَام نزيل مَكَّة تفقه على الشريف نَاصِر ابْن الْحُسَيْن الْعمريّ المرزوي بِنَيْسَابُورَ وَتخرج وَأقَام بِنَيْسَابُورَ مُدَّة ثمَّ خرج إِلَى مَكَّة وجاءنَا نعيه سنة تسع وَتِسْعين وَذكر أَنه توفى فِي شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ يُفْتِي ويدرس ويروى الحَدِيث بِمَكَّة وَله بهَا عقب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute