الْأَمر على ماذكر فِي هَذَا الْمحْضر من حَال الشَّيْخ الإِمَام الأوحد أَبِي نصر عبد الرَّحِيم بن عَبْدِ الْكَرِيم الْقشيرِي جمل اللَّه الْإِسْلَام بِهِ وَكثر فِي أَئِمَّة الدّين مثله من عقد الْمجَالِس وَذكر اللَّه عزوجل بِمَا وصف بِهِ نَفسه من التَّنْزِيه وَنفى التَّشْبِيه عَنهُ وقمع المبتدعة من المجسمة والقدرية وَغَيرهم وَلم نسْمع مِنْهُ غير مَذْهَب أهل الْحق من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة وَبِه ندين الله عزوجل وَهُوَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ أَئِمَّة أصحابْنَا واهتدي بِهِ خلق كثير من المجسمة وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى فصاروا أَكْثَرهم على مَذْهَب أهل الْحق وَلم يبْق من المبتدعة إِلَّا نفر يسير فحملهم الْحَسَد والغيظ على سبه وَسَب الشَّافِعِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ونصار مذْهبه حَتَّى ظهر ذَلِك بِمَدِينَة السَّلَام وَهَذَا الْأَمر لَا يحل الصَّبْر عَلَيْهِ وَيتَعَيَّن على من بِيَدِهِ قوام الدّين وَالنَّظَر فِي أُمُور الْمُسلمين أَن ينظر فِي هَذَا ويزيل هَذَا الْمُنكر فَإِن من يقدر على إِزَالَته ويتوقف فِيهِ يَأْثَم وَلَا نعلم الْيَوْم من جعل اللَّه سُبْحَانَهُ أَمر عباده إِلَيْهِ إِلَّا الْمولى أعز اللَّه أنصاره فَيتَعَيَّن عَلَيْهِ الْإِنْكَار على هَذِهِ الطَّائِفَة والتنكيل بهم لِأَن اللَّه سُبْحَانَهُ أقدره على ذَلِك وَهُوَ المسؤل عَنهُ غَدا إِن توقف فِيهِ وَصَارَ قصد المبتدعة أَكْثَره معاداة الْفُقَهَاء الَّذين هم سكان الْمدرسَة الميمونة فَإِنَّهُم يموتون غيظا مِنْهُم لما هم عَلَيْهِ من مذاكرة علم الشَّافِعِي وإحياء مذْهبه