لَهُ فِيهِ الْأَيَّام فورد عليَّ بعد عودي من بَغْدَاد كتاب الشريف أَبِي المعمر الْمُبَارك بن أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأنْصَارِيّ فَذكر أَنه توفّي فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ الْخَامِس من شَوَّال سنة خمس وَعشْرين وخمسماية
وَبَلغنِي عَن عير بِي المعمر أَنه سُئِلَ فِي بعض مجالسه عَن عَلامَة قبُول الصَّوْم فَقَالَ أَن نموت فِي شَوَّال قبل التَّلَبُّس بسيء الْأَعْمَال فَمَاتَ فِي شَوَّال بعد تأدية صَوْم شهر رَمَضَان وَأظْهر أهل بَغْدَاد عَلَيْهِ من الْجزع مَا لم يعْهَد مثله وَدفن بتربة الشَّيْخ أبي اسحق
وَمِنْهُم الشَّيْخ الإِمَام أَبُو سعيد أسعد بن أَبِي نصر بن الْفَضْلِ الْعمريّ الميهني رَحمَه اللَّه
صَاحب التَّعْلِيق المحشو بالتحقيق المبرز فِي علم الْخلاف الْمَشْهُور فِي سَائِر الْبلدَانِ والأطراف تفقه بمرو على الشَّيْخ الإِمَام أَبِي المظفر مَنْصُور ابْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ السَّمْعَانِيّ المرزوي وَقَرَأَ الْأُصُول على كبر السن على شيخنَا الإِمَام أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْفُرَاوِيُّ رَحمَه اللَّه واشتغل بِخِدْمَة بعض أَسبَاب السُّلْطَان ثمَّ ولي تدريس الْمدرسَة النظامية بِبَغْدَادَ غير مرّة وعلق عَنهُ جمَاعَة من الْفُقَهَاء وانتفعوا بطريقته وَكَانَ مَشْهُورا بِحسن النّظر مَوْصُوفا بِقُوَّة الجدل وَنسخ بتعليقه سَائِر التَّعَالِيق شاهدته بِبَغْدَادَ وَلم أسمع مِنْهُ شَيْئا وَتُوفِّي بهمذان فِي سنة سبع وَعشْرين وخمسماية على مَا كتب بِهِ إليَّ أَبُو المعمر