للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التَّذْكِير سمع الحَدِيث الْكثير بإفادة وَالِده أَبِي صَالح الْحَافِظ الْمَعْرُوف بالمؤذن وَخرج لَهُ وَالِده الْفَوَائِد وَسكن كرمان إِلَى أَن مَاتَ بهَا وَكَانَ وجيها عِنْد سلطانها مُعظما فِي أَهلهَا مُحْتَرما بَين الْعلمَاء فِي سَائِر الْبِلَاد لَقيته بِبَغْدَاد سنة إِحْدَى وَعشْرين وخمسماية وَسمعت مِنْهُ وَسَأَلَهُ بعض البغداديين هَل قَرَأت كتاب الْإِرْشَاد على الإِمَام أبي الْمَعَالِي فَقَالَ نعم فاستأذنته فِي قِرَاءَته فَأذن لَهُ فشرع فِي قِرَاءَته على عَادَة أَصْحَاب الحَدِيث فَلَمَّا قَرَأَ مِنْهُ نَحْو صفحة قَالَ لَهُ إِن هَذَا الْعلم لَا يقْرَأ كَمَا يقْرَأ الحَدِيث للرواية وَإِنَّمَا يقْرَأ شَيْئا شَيْئا للدراية فَإِن أردْت أَن تَقْرَأهُ كَمَا قرأنَاه وَإِلَّا فَاتْرُكْهُ مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وخمسماية بكرمان وَبَلغنِي وَفَاته وأنَا بأصبهان

وَمِنْهُم شيخنَا الإِمَام أَبُو الْحَسَنِ السّلمِيّ الدِّمَشْقِي رَحمَه اللَّه

وَهُوَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ بن مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْح بن عَليّ السّلمِيّ ابْن أَبِيه أَبِي بكر مُحَمَّد بن عقيل الشهرزوري ولد سنة خمسين وَأَرْبَعمِائَة أَو سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وتفقه أَولا بالْقَاضِي أَبِي المظفر عبد الْجَلِيل بن عبد الْجَبَّار المرزوي نزيل دمشق وَغَيره وعني بِنَفسِهِ بِكَثْرَة المطالعة والتكرار وَلما قدم الْفَقِيه أَبُو الْفَتْحِ نصر بن إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِي لَازمه وَكَانَ معيدا لدرسه وَلزِمَ الإِمَام أَبَا حَامِد الْغَزالِيّ مُدَّة مقَامه بِدِمَشْقَ وَهُوَ الَّذِي أمره بالتصدر بعد موت الْفَقِيه نصر وَكَانَ يثني على علمه ويصف حسن فهمه وانْتهى إِلَيْهِ أَمر التدريس والفتيا والتذكير

<<  <   >  >>