للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِدِمَشْقَ فَكَانَ أجْرى أهل زَمَانه قَلما بالفتوى وأغزرهم علما مَعَ التَّوَاضُع وَقلة الدَّعْوَى عَالما بالتفسير وَالْأُصُول وَالْفِقْه والتذكير والفرائض والحساب والمنَاسخات وتعبير المنَامات مَعَ مارزق من لين الْجَانِب وسلامة الصَّدْر وَقَضَاء حُقُوق النَّاس والتوفر على نشر الْعلم والإرشاد إِلَى الْحق وتحري الصدْق إِلَى أَن قَبضه اللَّه إِلَى رَحمته سَاجِدا فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة من صَلَاة الصُّبْح يَوْم الْأَرْبَعَاء الثَّالِث عشر من ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة

وَمِنْهُم شيخنَا الإِمَام أَبُو مَنْصُور مَحْمُود بن أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْمُنعم ابْن ماشاذه

الْأَصْبَهَانِيّ الفيه الْوَاعِظ الْمُفَسّر رَحمَه اللَّه من أَعْيَان الْعلمَاء ومشاهير الْفُضَلَاء الفهماء قدم بَغْدَاد حَاجا سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة حِين كنت بهَا فَلم يبْق بهَا من الْمَذْكُورين أحد إِلَّا تَلقاهُ إِلَى ظَاهرهَا وسروا بقدومه السرُور التَّام وَأظْهر أَمِير الْمُؤمنِينَ المسترشد بِاللَّهِ الْإِكْرَام لَهُ والاحترام وَعقد الْمجْلس فِي جَامع الْقصر وسر بِكَلَامِهِ أَئِمَّة الْعَصْر وَحَضَرت مَجْلِسه مرَارًا ثمَّ لَقيته بأصبهان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَحَضَرت مجْلِس إمْلَائِهِ وتذكيره وشاهدت جمَاعَة انتفعوا بإرشاده وتبصيره وعاينت علو مرتبته فِي بَلَده وحشمته فِي نَفسه وَولده وَتُوفِّي فِي الْحَادِي عشر من شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة فَجْأَة بأصبهان كتب إليَّ بوفاته ثِقَة

<<  <   >  >>