للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَمِنْهُم الإِمَام أَبُو الْفتُوح مُحَمَّد بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعْتَمد الإسفرايني رَحمَه اللَّه

أجْرى من رَأَيْته لِسَانا وجنابا وَأَكْثَرهم فِيمَا يُورد إعرابا وإحسانًا واسرعهم عِنْد السُّؤَال جَوَابا وأسلسهم عِنْد الْإِيرَاد خطابا مَعَ مارزق بعد صِحَة العقيدة من السجايا الْكَرِيمَة والخصال الحميدة من قلَّة المراعاة لأبْنَاء الدُّنْيَا وَعدم المبالاة بذوي الرُّتْبَة الْعليا والإقبال على إرشاد الْخلق وبذل النَّفس فِي نصْرَة الْحق والصلابة فِي الدّين وَإِظْهَار صِحَة الْيَقِين وَمَا ينضاف إِلَى هَذِهِ الشيم من سَعَة النَّفس وَشدَّة الْكَرم والتحلي بالتصوف والزهادة والتخلي لوظائف الْعِبَادَة والاستحقاق لوصف السِّيَادَة فِي آخر عمره بِالشَّهَادَةِ بَلغنِي أَنه لما وَقعت لَهُ تِلْكَ الْوَاقِعَة بَغْدَاد اجْتمع إِلَيْهِ جمَاعَة من أَصْحَابه وَشَكوا إِلَيْهِ مَا يتوقعونه من وَحْشَة فِرَاقه فَقَالَ لَعَلَّ فِي ذَلِك خيرة وَحكى أَن بعض الْمَشَايِخ جرى لَهُ مثل واقعته وَقيل لَهُ كَمَا قيل لَهُ فَقَالَ لَعَلَّ فِي ذَلِك خيرة فَقيل لَهُ وَأي خيرة فِي ذَلِك فَقَالَ لعَلي أَمُوت فأقبر إِلَى جنب رجل صَالح فَكَانَ كَمَا وَقع لَهُ خرج من بَغْدَاد مُتَوَجها إِلَى خُرَاسَان فَأَصَابَهُ مرض الْبَطن فَمَاتَ غَرِيبا مبطونَا شَهِيدا وَدفن ببسطام إِلَى جنب قبر أَبِي يزِيد البسطامي فِي شهور سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة

وَحكى جمَاعَة من أهل بسطَام أَن قَيِّم مَسْجِد أَبِي يزِيد البسطامي رَآهُ فِي المنَام وَهُوَ يَقُول غَدا يَجِيء أخي وَيكون فِي ضيافتي فَقدم الشَّيْخ أَبُو الْفتُوح وَعمل لَهُ وَقت وَأقَام ثَلَاثَة أَيَّام ببسطام ثمَّ مَاتَ

<<  <   >  >>