وَبَلغنِي من وَجه آخر أَن قيم الْمَسْجِد أبي يُرِيد رأى أَبَا يزِيد فِي النّوم فِي اللَّيْلَة الَّتِي فِي صبيحتها دفن الإِمَام أَبُو الْفتُوح وَهُوَ يَقُول لَهُ غَدا يقبر إِلَى جَنْبي رجل صَالح فاحفر لَهُ قبرا فَأصْبح الْقيم وحفر لَهُ الْقَبْر وتلقى الصُّحْبَة الَّتِي قدم بِهِ فِيهَا فَوَجَدَهُ قد مَاتَ فدفنه إِلَى جنبه
وَقد كنت لازمت حُضُور مجالسه بِبَغْدَادَ وداومت الِاسْتِمَاع لكَلَامه والاستلذاذ فَمَا رَأَيْت مثله واعظا وَلَا مذاكرا وَلَا شاهدت نَظِيره مرشدا مبصرا سَمِعت الشريف أَبَا الْعَبَّاس الْجَوْهَرِي يَقُول حكى لي خَادِم رِبَاط أَبِي يزِيد ببسطام أَنه رأى أَبَا يزِيد البسطامي فِي المنَام يكنس الرِّبَاط ويملأ الْآنِية الَّتِي فِيهِ مَاء فَقلت أنَا أكفيك فَقَالَ إِنَّه يقدم فِي غَد ضيف أحب أَن أتولى خدمته أَو كَمَا قَالَ فَاسْتَيْقَظت وَوجدت الْآنِية ملأى وَقدم علينَا الشَّيْخ أَبُو الْفتُوح رَحمَه اللَّه
وَسمعت أَبَا يَعْقُوب يُوسُف بن أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن مُحَمَّد الشِّيرَازِيّ وَكتب لي بِخَطِّهِ يَقُول سَمِعت عِيسَى بن أَبِي مُوسَى خَادِم الصُّوفِيَّة ببسطام يَقُول رَأَيْت الشَّيْخ أَبَا يزِيد فِي المنَام فَقَالَ لي قد وصل إلينَا ضيف فأكرموه فَقدم بعد هَذِهِ الرُّؤْيَا بأيام الشَّيْخ أَبُو الْفتُوح الإسفرايني وَمَات عَن قريب فآثرته بِموضع كنت ادخرته لنَفْسي لأقبر فِيهِ بِالْقربِ من تربة الشَّيْخ أَبِي يزِيد رَحْمَة الله عَلَيْهِ إِذْ كَانَ أَوْصَانِي الشَّيْخ بإكرامه فِي النّوم
وَسمعت خطيب بسطَام يَقُول نزلت فِي حُفْرَة الشَّيْخ أَبِي الْفتُوح فَكَانَ بَين حافتي الْقَبْر وصدري أَربع أَصَابِع فتنَاولته وتحيرت من الضيقة فَإِذا أنَا بعد ذَلِك بسعة كَثِيرَة فِي الْقَبْر وَكَأَنَّهُ أَخذ من يَدي فأخذني الغشي وأصعدت من الْقَبْر وأنَا لَا أَعقل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute