للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَمِنْهُم شيخنَا الإِمَام أَبُو الْفَتْحِ نَصْرُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقوي المصِّيصِي

الْأَشْعَرِيّ نسبا ومذهبا رَحمَه اللَّه خَاتم الْجَمَاعَة موتا وذكرا وأحدهم خاطرا فِي الْأُصُول وَالْفِقْه وفكرا قَرَأَ علم الْكَلَام على أَبِي عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد ابْن عَتيق بن مُحَمَّد القيرواني الْمُتَكَلّم بصور عِنْد اجتيازه إِلَى الْعرَاق وَصَحب الْفَقِيه أَبَا الْفَتْح نصر بن إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِي مُدَّة مقَامه بصور ودمشق وَخَلفه بعد وَفَاته فِي حلقته مقتديا بأفعاله فِي نشر الْعلم بِقدر طاقته مُحْتَرما عِنْد الْوُلَاة والرعية متحليا بالأوصاف المرضية إِلَى أَن مَاتَ لَيْلَة الْجُمُعَة الثَّانِي من شهر ربيع الأول من سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَكَانَ مولده سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة وَقد سمع الحَدِيث من الإِمَام أَبِي بكر الْخَطِيب وَغَيره

فَهَذَا آخر مَا يسر الله عزوجل لي ذكره مِمَّن اشْتهر من الْعلمَاء من أَصْحَابه وشرحت أمره وَمن لم أذكر مِنْهُم أَكثر مِمَّن ذكرت وَالْمَقْصُود مِنْهُ إِظْهَار فَضله بِفضل أَصْحَابه كَمَا أَشرت وَلَوْلَا خوفي من الإملال للإسهاب وإيثاري الِاخْتِصَار لهَذَا الْكتاب لتتبعت ذكر جَمِيع الْأَصْحَاب وأطنبت فِي مدحهم غَايَة الإطنَاب وَكنت أكون بعد بذل الْجهد فِيهِ مقصرا وَمن تقصيري بالإخلال بِذكر كثير مِنْهُم معتذرا فَكَمَا لَا يمكنني إحصاء نُجُوم السَّمَاء كَذَلِك لَا أتمكن من استقصاء

<<  <   >  >>