للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر جَمِيع الْعلمَاء مَعَ تقادم الْأَزْمَان والعصار وَكَثْرَة المشتهرين فِي الْبلدَانِ والأمصار وانتشارهم فِي الأقطار والآفاق من الْمغرب وَالشَّام وخراسان وَالْعراق فاقنعوا من ذكر حزبه بِمن سمي وَوصف واعرفوا فضل من لم يسم لكم بِمن سمي وَعرف وَلَا تسأموا أَن مدح الْأَعْيَان وقرض الْأَئِمَّة فَعِنْدَ ذكر الصَّالِحين تنزل الرَّحْمَة

فَإِن قيل إِن الجم الْغَفِير فِي سَائِر الْأَزْمَان وَأكْثر الْعَامَّة فِي جَمِيع الْبلدَانِ لَا يقتدون بالأشعري وَلَا يقلدونه وَلَا يرَوْنَ مذْهبه وَلَا يعتقدونه وهم السوَاد الْأَعْظَم وسبيلهم السَّبِيل الأقوم قيل لَا عِبْرَة بِكَثْرَة الْعَوام وَلَا الْتِفَات إِلَى الْجُهَّال الغتام وَإِنَّمَا الِاعْتِبَار بأرباب الْعلم والاقتداء بأصحاب البصيرة والفهم وَأُولَئِكَ فِي أَصْحَابه أَكثر مِمَّن سواهُم وَلَهُم الْفضل والتقدم على من عداهم على ان الله عزوجل قَالَ {وَمن آمن وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ} وَقَالَ عز مِن قَائِل {وَقَلِيلٌ من عبَادي الشكُور} وَقد قَالَ الفضيل بن عِيَاض رَحمَه اللَّه مَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْقسم زَاهِرُ بْنُ طَاهِر فِيمَا قرأته عَلَيْهِ عَنْ أَبِي بكر أَحْمد بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَافِظ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظ قَالَ سَمِعت أَبَا اسحق الْمُزَكي يَقُول حَدثنِي أَبُو الْقسم عبد الرحمن بن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْوَاعِظ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمْزَة المرزوي عَن أَحْمد بن أَيُّوب المطوعي قَالَ قَالَ الْحسن بن زِيَاد كلمة سَمعتهَا من الفضيل بن عِيَاض قَالَ الفضيل لَا تستوحش طرق الْهدى لقلَّة أَهلهَا وَلَا تغترن بِكَثْرَة الهالكين فَمن ذمّ بعد وُقُوفه على كتابي هَذَا حزب الْأَشْعَرِيّ فَهُوَ مفتر كَذَّاب عَلَيْهِ مَا على المفتري

<<  <   >  >>