للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِالْقُرْآنِ والْحَدِيث وَالْفِقْه حَتَّى يكون كَلَامه صَحِيحا قد أَتَى بِهِ على الْوَجْه

وَأما قَوْله إِن أَصْحَاب الْكَلَام لَا تجدهم إِلَّا فِي الصَّدْر مَعَ الفلاسفة والهندسة والمنطق والزندقة

فَمن جنس مَا تقدم مِنْهُ من الْكَذِب والبهتان والتمويه والمخرقة كَيفَ يكون الْأَمر كَمَا قَالَ وهم الَّذين يردون عَلَيْهِم ويحذرون النَّاس من الْميل إِلَيْهِم ويهتكون بالأدلة جَمِيع أستارهم ويظهرون مَا يكتمون من أسرارهم ويبدون لِلْخلقِ عوارهم ويبينون بعدهمْ من الْحق ونفارهم وَمَا أعجب قَول هَذَا الْجَاهِل السَّفِيه مَعَ الفلاسفة والهندسة كَأَنَّهُ لَا يفرق بَين الصّفة وَبَين الْمَنْسُوب إِلَيْهَا لغَلَبَة الْجَهْل عَلَيْهِ والوسوسة

وَقَوله وَمَعَ من يَقُول بالْكفْر والإلحاد

فَقَوْل مِنْهُ ظَاهر الْفساد كَيفَ يكونُونَ مَعَهم وهم الَّذين يبينون كفرهم وبدعتهم وَكَيف يظنون مِنْهُم وهم الَّذين ينفرون عَنْهُم أم كَيفَ يضافون إِلَيْهِم وهم الرادون عَلَيْهِم وَلَو كَانَ الْأَهْوَازِي متدينًا مُسلما لم يكفر إِمَامًا مقدما فقد جَاءَ عَنِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قَالَ

إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لأِخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا

وَقَدْ أَخْبَرَنَا الشَّيْخَانِ أَبُو الْقسم إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنُ السَّمَرْقَنْدِيِّ وَأَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بن هبة اللَّه بن عَبْدِ السَّلامِ الْكَاتِبُ بِبَغْدَادَ قَالا أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَطِيبُ الصريفيني قَالَ أَنا ابو الْقسم عُبْيَدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ اسحق الْبَزَّاز قَالَ ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد ابْن عبد الْعَزِيز قَالَ ثَنَا عَليّ بن الْجَعْد قَالَ أَنا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ أَوْ أَنْتَ كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا فَإِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلا رَجَعَتْ

<<  <   >  >>