للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ وَلا تَتَبَّعُوا عَوَرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوَرَاتِهِمْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحُهُ فِي بَيْتِهِ وَلَا يستبعدن جَاهِل كذب الْأَهْوَازِي فِيمَا أوردهُ من تِلْكَ الحكايات فقد كَانَ من أكذب النَّاس فِي بعض مَا يَدعِيهِ من الرِّوَايَات فِي القراآت فَلَقَد سَمِعت الشَّيْخ الْفَقِيه أَبَا الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَنْصُور بن قبيس الغساني رَحمَه اللَّه وَكَانَ ثِقَة يَحْكِي عَنْ أَبِيهِ أَبِي الْعَبَّاس بن قبيس الْفَقِيه وَكَانَ فِي الثِّقَة مثله أَو فَوْقه وَكَانَ قد لَقِي الْأَهْوَازِي وعاصره وَسمع مَعَه من بعض شُيُوخه أَنه لما أظهر الْأَهْوَازِي من الْإِكْثَار من الرِّوَايَات فِي القراآت مَا أظهراتهم فِي ذَلِك فَسَار أَبُو الْحَسَنِ رشا بن نظيف وَأَبُو الْقسم بْنُ الْفُرَات وابْن القماح المقرئون إِلَى الْعرَاق لكشف مَا وَقع فِي نُفُوسهم مِنْهُ ووصلوا إِلَى بَغْدَاد وقرؤا على بعض الشُّيُوخ الَّذين روى عَنْهُم الْأَهْوَازِي وجاؤا بالاجازات عَنْهُم وبخطوطهم بِمَا أقرؤا بِهِ فَمضى الْأَهْوَازِي إِلَيْهِم وسألهم أَن يروه تِلْكَ الخطوط الَّتِي مَعَهم فَفَعَلُوا ودفعوها إِلَيْهِ فَأَخذهَا وَغير أَسمَاء من سمي عِنْده ليستتر دَعْوَاهُ فَعَادَت عَلَيْهِ بركَة الْقُرْآن فَلم يفتضح هَذَا معني مَا سمعته مِنْهُ وَبَلغنِي عَنهُ أَنهم سَأَلُوا عَنهُ بعض المقرئين الَّذين ذكر أَنه قَرَأَ عَلَيْهِم وحلوه لَهُ فَقَالَ هَذَا الَّذِي تذكرونه قد قَرَأَ عليَّ جُزْءا من الْقُرْآن أَو نَحوه قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بن قبيس وحَدَّثَنِي وَالِدي أَبُو الْعَبَّاسِ قَالَ عاتبت أَو عوتب أَبُو ظَاهر الوَاسِطِيّ الْمقري

<<  <   >  >>