للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حَقهم من الإمتحان فاستقام فِي وزارته الدّين بعد اعوجاجه وَصفا عَيْش أهل السّنة بعد تكدره وامتزاجه وَاسْتقر الْأَمر بيمن نقيبته على ذَلِك إِلَى هَذَا الْوَقْت وَنظر أَرْبَاب الْبدع بِعَين الاحتقار والمقت وَلم يضر جمع الْفرْقَة المنصورة مَا فرط فِي حَقهم فِي الْمدَّة الْيَسِيرَة مِمَّن قصدهم بالمساءة وَرَمَاهُمْ بالشنَاعة لما ظهر فيهم اللَّعْن إِذْ كَانُوا برَاء عِنْد الْعُقَلَاء وَأهل الْعلم من الابتداع والذم والطعن وَلَهُم فِي أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أَبِي طَالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُسْوَة حَسَنَة فقد كَانَ يُسب على المنَابر فِي الدولة الأموية نَحوا من ثَمَانِينَ سنة فَمَا ضرّ ذَلِك عليًّا رضوَان اللَّه عَلَيْهِ وَلَا الْتحق بِهِ مَا نسب إِلَيْهِ مقتل الْوَزير شَرّ قتلة بعد مَا مثل بِهِ كل مثلَة فَقَالَ الْأُسْتَاذ أَبُو الْقسم الْقشيرِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِيهِ ... عميد الْملك ساعدك اللَّيَالِي ... على مَا شِئْت فِي دَرك الْمَعَالِي

فَلم يَك مِنْك شَيْء غير أَمر ... بلعن الْمُسلمين على التوالي

فقابلك الْبلَاء بِمَا تلاقي ... فذق مَا تسْتَحقّ من الوبال ...

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْفَقِيه أَخْبَرَنَا الْأُسْتَاذ أَبُو الْقسم الْقشيرِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ الْحَمد لِلَّه الْمُجْمل فِي بلائه المجزل فِي عطائه الْعدْل فِي قَضَائِهِ المكرم لأوليائه المنتقم من أعدائه النَّاصر لدينة بإيضاح الْحق وتبينه المبيد للإفك وَأَهله المجتث للباطل من أَصله فاضح الْبدع بِلِسَان الْعلمَاء وَكَاشف الشّبَه بِبَيَان الْحُكَمَاء وممهل الغواة حينا غير مهملهم ومجازي كُلٍّ غَدا على مقتضي عَمَلهم نحمده على مَا عرفنَا من

<<  <   >  >>