للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يتبعهُ من الثنَاء الْجَمِيل واللَّه يوفقه ويسدده وَعَن المكاره يَقِيه ويحفظه وَالسَّلَام عَلَيْهِ وَرَحْمَة اللَّه وَبَرَكَاته

قَالَ الإِمَام الْحَافِظ قدس اللَّه روحه وَإِنَّمَا كَانَ انتشار مَا ذكره أَبُو بكر الْبَيْهَقِيُّ رَحمَه اللَّه من المحنة واستعار مَا أَشَارَ بإطفائه فِي رسَالَته من الْفِتْنَة مِمَّا تقدم بِهِ من سبّ حزب الشَّيْخ أَبِي الْحسن الْأَشْعَرِيّ فِي دولة السُّلْطَان طغرلبك ووزارة أبي مَنْصُور بن مُحَمَّد الكندري وَكَانَ السُّلْطَان حنفيًا سُنيًا وَكَانَ وزيره معتزليا رَافِضِيًّا فَلَمَّا أَمر السُّلْطَان بلعن المبتدعة على المنَابر فِي الْجمع قرن الكندري للتسلي والتشفي اسْم الأشعرية بأسماء أَرْبَاب الْبدع وامتحن الْأَئِمَّة الأماثل وَقصد الصُّدُور الأفاضى وعزل أَبَا عُثْمَان الصَّابُونِي عَن الخطابة بِنَيْسَابُورَ وفوضها إِلَى بعض الْحَنَفِيَّة فَأم الْجُمْهُور وَخرج الْأُسْتَاذ أَبُو الْقسم وَالْإِمَام أَبُو الْمَعَالِي الْجُوَيْنِيّ رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِمَا عَن الْبَلَد وَهَان عَلَيْهِمَا فِي مُخَالفَته الاغتراب وفراق الوطن والأهل وَالْولد فَلم يكن إِلَّا يَسِيرا حَتَّى تقشعت تِلْكَ السحابة وتبدد بهلك الْوَزير شَمل تِلْكَ الْعِصَابَة وَمَات ذَلِك السُّلْطَان وَولي ابْنه آلب أرسلان واستوزر الْوَزير الْكَامِل والصدر الْعَالم الْعَادِل أَبَا عَليّ الْحسن بن عَلِيِّ بن اسحق فأعز أهل السّنة وقمع أهل النِّفَاق وَأمر بِإِسْقَاط ذكرهم من السب وإفراد من عداهم باللعن والثلب واسترجع من خرج مِنْهُم إِلَى وَطنه واستقدمه مكرمًا بعد بعده وظعنه وبَنِي لَهُم الْمَسَاجِد والمدارس وَعقد لَهُم الْحلق والمجالس وبَنِي لَهُم الْجَامِع المنيعي فِي أَيَّام ولد ذَلِك السُّلْطَان وَكَانَ ذَلِك تداركًا لما سلف فِي

<<  <   >  >>