إِلَّا أَن كتب الْأَشْعَرِيّ فِي الْآفَاق مبثوثة ومذاهبه عِنْد أهل السّنة من الْفَرِيقَيْنِ مَعْرُوفَة ومشهورة فَمن وَصفه بالبدعة علم أَنه غير محق فِي دَعْوَاهُ وَجَمِيع أهل السّنة خَصمه فِيمَا افتراه ثمَّ ذكر أَربع مسَائِل شنع بهَا عَلَيْهِ وَبَين بَرَاءَة ساحته فِيمَا نسب مِنْهَا إِلَيْهِ ثمَّ قَالَ وَلما ظهر ابْتِدَاء هَذِهِ الْفِتْنَة بِنَيْسَابُورَ وانتشر فِي الْآفَاق خَبره وَعظم على قُلُوب كَافَّة الْمُسلمين من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة أمره وَلم يبعد أَن يخَامر قُلُوب بعض أهل السَّلامَة والوداعة توهم فِي بعض هَذِهِ الْمسَائِل أَن لعلّ الإِمَام أَبَا الْحسن عَليّ بن اسمعيل الْأَشْعَرِيّ رَحمَه اللَّه قَالَ بِبَعْض هَذِهِ المقَالات فِي بعض كتبه وَلَقَد قيل
من يسمع يخل أثبتنَا هَذِهِ الْفُصُول فِي شرح هَذِهِ الْحَالة وأوضحنَا صُورَة الْأَمر بِذكر هَذِهِ الْجُمْلَة ليضْرب كل من أهل السّنة إِذَا وقف عَلَيْهَا بسهمه فِي الِانْتِصَار لدين اللَّه من دُعَاء يخلصه واهتمام يصدقهُ وكل عَن قُلُوبنَا بالاستماع إِلَى هَذِهِ الْقِصَّة يحملهُ بل ثَوَاب من اللَّه على التوجع بذلك يستوحيه واللَّه غَالب على أمره وَله الْحَمد على مَا يمضيه من أَحْكَامه ويبرمه ويقضيه من أَفعاله فِيمَا يُؤَخِّرهُ ويقدمه وصلواته على سيدنَا الْمُصْطَفى وعَلى آله وَسلم وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّهِ العلى الْعَظِيم
قَالَ الإِمَام الْحَافِظ أَبُو الْقسم عَليّ بن اسمعيل بن الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دفع إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَاحِد بن عَبْدِ الْمَاجِد بن عَبْدِ الْوَاحِدِ بن عَبْدِ الْكَرِيم بن هوَازن الْقشيرِي الصُّوفِي النَّيْسَابُورِي بِدِمَشْقَ مَكْتُوبًا بِخَط جده الإِمَام أبي الْقسم الْقشيرِي وأنَا أعرف الْخط فَوجدت فِيهِ