للخواص ثمَّ لَا يشافه بِالْخِطَابِ الا خَواص الْخَواص ثمَّ لَا يفشي هَذِه الدعْوَة الا مَعَ خَاص من جملَة خَواص الْخَواص فَالَّذِينَ يسمعُونَ عَنهُ لَا يبلغون عدد التَّوَاتُر وان بلغُوا فكلهم إِن انتشروا لم يكن فِي بَلْدَة مِنْهُم الا وَاحِد وَأكْثر الْبِلَاد أَيْضا يَخْلُو عَن آحادهم
الْوَجْه الثَّانِي أَنهم وَإِن بلغُوا حد التَّوَاتُر فقد فقد شَرط التَّوَاتُر فِي خبرهم إِذْ شَرط ذَلِك الْخَبَر الا يتَعَلَّق بواقعة ينتشر التواطؤ فِيهَا من طَائِفَة كَبِيرَة لمصْلحَة جَامِعَة لَهُم كَمَا يتَعَلَّق بالسياسات فان اهل معسكر وَاحِد قد يجمعهُمْ غَرَض وَاحِد فيحدثون على التطابق بشئ وَاحِد وَلَا يُورث ذَلِك الْعلم وَرب وَاحِد اَوْ اثْنَيْنِ يخبر عَن امْر فَيعلم أَنه لَا يجمعهما غَرَض فَيحصل لَهُ الْعلم وَهَؤُلَاء الدعاة لَعَلَّهُم قد تواطئوا على هَذَا الاختراع ليتوصلوا بِهِ الى استتباع الْعَوام واستباحة اموالهم فيتوصلون بهَا الى أمالهم وعَلى الْجُمْلَة فَحسن الظَّن بِصَاحِبِهِمْ يَقْتَضِي تكذيبهم فَإِنَّهُم لَو حدثوا بذلك عَن مَرِيض فِي دَار المرضى لاعتقدنا كذبه الا ان يعْتَقد الْجُنُون فِي ذَلِك الْمَرِيض إِذْ لَا يَدعِي عَاقل الْعِصْمَة عَن الْمُحرمَات وَتَنَاول الْمَحْظُورَات مَعَ مُشَاهدَة اهل الْعلم تنَاوله لَهَا ومباشرته لَهَا فاقل آثَار الْعقل الْحيَاء عَن فضيحة الاجتراء وَمن تحلى بِغَيْر مَا هُوَ فِيهِ وَكَانَ ذَلِك جليا ظَاهرا لمن يتَأَمَّل فِيهِ اسْتدلَّ بِهِ على اختلال عقله فَإِذا لَيْسَ يبين لنا صدقهم فِي نسبتهم هَذِه الدعْوَة الى صَاحبهمْ وَهِي مقدمتهم الاخيرة
فَإِن قيل لَو أنكر النَّاس فِي أَطْرَاف الْعَالم فِي عصر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صدق الدعاة من رَسُول الله وَقَالُوا لانصدقكم فِي قَوْلكُم إِن مُحَمَّدًا يَدعِي الرسَالَة بل لَا يظنّ بعقله ذَلِك مَاذَا كَانَ يُقَال لَهُم قُلْنَا بئس مَا شبهتم الْمَلَائِكَة بالحدادين إِذْ لامساواة فَإِنَّهُ صلى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute