الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ ظَاهرا بِنَفسِهِ وأشياعه مبرزا لِلْقِتَالِ مترددا فِي الأقطار مظْهرا للدعوة على مَلأ من النَّاس غير محتجب وَلَا متسستر ثمَّ كَانَ يظْهر المعجزات الخارقة للْعَادَة فانتشرت دَعوته لانتشار خُرُوجه ومقاتلته وانتتشار وجوده وَلَيْسَ الْآن فِي صَاحبكُم كَذَلِك نعم تَوَاتر وجوده وترشحه مَعَ آبَائِهِ للخلافة ودواعهم انهم اولى بهَا من غَيرهم اما دَعْوَاهُ وَدَعوى من سبق من آبَائِهِ الْعِصْمَة على الْمعاصِي وَعَن الْخَطَأ والزلل والسهو وَمَعْرِفَة الْحق فِي جَمِيع اسرار العقليات والشرعيات فَلم يظْهر ذَلِك لنا بل لم تظهر دَعْوَاهُ الْعلم اصلا بفن من الْفُنُون كالفقه اَوْ الْكَلَام اَوْ الفلسفة على الْوَجْه الَّذِي يَدعِيهِ آحَاد الْعلمَاء فِي الْبِلَاد فَكيف ظَهرت دَعْوَاهُ معرفَة اسرار النُّبُوَّة والاطلاع على عُلُوم الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَهَذَا مَا تواطأ على اختراعه توصلا الى اسْتِدْرَاج المستجيب وخداعه
هَذَا تَمام الرَّد عَلَيْهِم فيالمقدمات تَفْصِيلًا مَعَ أَن فِي الْمنْهَج الأول المنطوي على الرَّد عيهم جملَة كَافِيَة ومقنعا وَلم يبْق الا القَوْل فِي إِفْسَاد أدلتهم الْمَذْكُورَة لابطال النّظر ٢
أما الدّلَالَة الأولى وَهِي قَوْلهم من صدق عقله فقد كذبه اذ صدق عقل خصم ٢ هـ وخصمه يُصَرح بتكذيبه فَنَقُول هَذَا تخييل بَاطِل من وُجُوه الاول الْمُعَارضَة بمثال وَهُوَ أَنا نقُول نَحن صدقنا الْعُقُول فِي نظرياتها وانتم صدقتموها فِي ضرورياتها وخصومكم من السوفسطائية يكذبونكم فِيهَا فَإِن إقتضى ذَلِك لُزُوم الِاعْتِرَاف بكذب الْعُلُوم الضرورية لزمنا من خلافكم الِاعْتِرَاف بكذب الْعُلُوم النظرية فان الْعقل إِن صدق
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute