أَن يكون ولد زنا أَو ولد حَلَال وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَأَنه هُوَ أضْحك وأبكى} من أضْحك الْكَافِر عِنْد سروره بقتْله للْمُسلمِ وَحُصُول غَرَضه فِي جَمِيع فجوره وَمن أبكى الْمُسلم حزنا عِنْد قتل الْكَافِر أَبَاهُ وأخاه وَهل المضحك والمبكي إِلَّا من صدر عَنهُ الإضحاك والإبكاء وَإِذا كَانَ الْأَمر كَذَلِك وَلَا سَبِيل إِلَى أَن تَقول غير ذَلِك ألزمتك مَا لَا تَجِد عَنهُ محيصا وَلَا ترى لَك مِنْهُ خلاصا وَهُوَ أَن أَقُول فِي تَقْدِير ذَلِك الْقَتْل سَبَب لضحك الْقَاتِل وَالسَّبَب مُتَوَقف على مسبب يوجده ومتوقف عَليّ مسبب بِالْفَتْح يصدر عَنهُ ينْسب ذَلِك الْمُسَبّب تَارَة إِلَى الْمُسَبّب وَتارَة إِلَى السَّبَب
تَقول أَحْيَا الله الأَرْض وأحياها الْمَطَر وأضحك الله سنك وأضحكتك نعْمَة الله فالمسبب بِالْفَتْح هُوَ الضحك وَالسَّبَب هُوَ النِّعْمَة والمسبب هُوَ خَالِقهَا
ثمَّ الْمُسَبّب بِالْفَتْح مُتَوَقف على السَّبَب المتوقف على الْمُسَبّب من حَيْثُ الْجُمْلَة
والمتوقف على المتوقف على شَيْء مُتَوَقف على ذَلِك الشَّيْء فالمسبب مُتَوَقف على الْمُسَبّب والمتوقف على شَيْء لَا يُوجد إِلَّا بذلك الشَّيْء ومسبب الْأَسْبَاب هُوَ رب الأرباب