قلت هَذَا مُخْتَصر كَلَام شرَّاح الحَدِيث رَحِمهم الله تَعَالَى
وَقَوله يَزْعمُونَ أَن لَا قدر وَأَن الْأَمر أنف هُوَ بِضَم الْهمزَة وَالنُّون أَي مُسْتَأْنف لم يسْبق بِهِ قدر وَلَا علم من الله وَإِنَّمَا يُعلمهُ بعد وُقُوعه
قلت يعنون أَن الْقَدَرِيَّة صنفان أَحدهمَا يَنْفِي الْقدر وَالْعلم مَعًا وَالثَّانِي يَنْفِي الْقدر فَحسب وَسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله إِيضَاح ذَلِك وَبَيَان حكم الصِّنْفَيْنِ فِي التَّكْفِير وَأَن الأول مِنْهُمَا كَافِر بِلَا خلاف وهم الَّذين أَرَادَ ابْن عمر وَكَلَامه ظَاهر فِي تكفيرهم وَفِي الثَّانِي اخْتِلَاف بَين أَئِمَّة أهل الْحق وَالله أعلم
الحَدِيث السَّابِع عشر روينَا فِي صَحِيح مُسلم وجامع التِّرْمِذِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ جَاءَ مشركو قُرَيْش يُخَاصِمُونَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْقدر فَنزلت {يَوْم يسْحَبُونَ فِي النَّار على وُجُوههم ذوقوا مس سقر إِنَّا كل شَيْء خلقناه بِقدر}
قلت فَهَذِهِ سَبْعَة عشر حَدِيثا كلهَا فِي الْقدر وَكلهَا صِحَاح رويناها فِي الصَّحِيحَيْنِ مَعًا وَبَعضهَا فِي أَحدهمَا كَمَا ترى مَعَ زِيَادَة مَا ذكرت من رِوَايَة مَا فِي الْكتب السِّتَّة الَّتِي هِيَ أصُول الْإِسْلَام وَأُمَّهَات الْأَخْبَار ورواتها الَّذين ذكرتهم من سَادَات الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم عشرَة عمر وَعلي وَابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَأَبُو هُرَيْرَة وَعمْرَان بن الْحصين وَجَابِر بن عبد الله وَسَهل بن سعد وَعَمْرو بن الْعَاصِ وَعَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم