للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخرجته إِلَى الْبر سالما ببركة أَبِيه فَكَانَ هَذَا الْوَلَد فَقِيها مقربا من الْعلمَاء العاملين درس وَأفْتى وسافر إِلَى أَمَاكِن مُتَفَرِّقَة ثمَّ دخل مَدِينَة تعز فَتوفي فِيهَا بأوائل المئة التَّاسِعَة

وَله أَوْلَاد أحدهم عبد الله كَانَ فَقِيها مجودا درس وَأفْتى وَلم أتحقق تَارِيخ وَفَاته هُوَ وَلَا جده

وَالثَّانِي اسْمه إِسْمَاعِيل اشْتهر بِالْعبَادَة وشارك بِشَيْء من علم الْفِقْه

وَالثَّالِث اسْمه إِبْرَاهِيم كَانَ أَكثر اجْتِهَادًا من إخْوَته بِالْعبَادَة والزهد والورع

وَالرَّابِع اسْمه أَبُو بكر وَهُوَ الْمجمع على جلالته وَهُوَ أَنْجَب إخْوَته وأعلمهم كَانَ عَالما عَاملا ورعا زاهدا معاصرا للْإِمَام ابْن نور الدّين الْمُقدم ذكره قَرَأَ عَلَيْهِ وعَلى غَيره بالفقه والنحو والْحَدِيث واللغة وَالتَّفْسِير ودرس وَأفْتى وَتخرج بِهِ جمَاعَة من طلبة الْعلم واشتهر بالورع وَالصَّلَاح وَلما توفّي الله تَعَالَى شَيْخه الإِمَام جمال الدّين مُحَمَّد بن نور الدّين ألقيت إِلَيْهِ الرِّئَاسَة فَبَقيَ وحيد عصره فِي بَلَده وَقد يخْتَلف إِلَى مَدِينَة زبيد فيستفيد ويفيد وَلم أتحقق تَارِيخ وَفَاة أحد من هَؤُلَاءِ إِلَّا أَنِّي أخْبرت أَن الْجَمِيع توفوا بِهَذِهِ المئة التَّاسِعَة

وَمن بني الْخَطِيب الْفَقِيه رَضِي الدّين أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن أبي بكر الْخَطِيب كَانَ مشاركا بِشَيْء من الْعُلُوم مُجْتَهدا فِي الْعِبَادَة ورعا زاهدا حكى الثِّقَة عَنهُ أَنه كَانَت لَهُ أَرض يملكهَا وَكَانَ يَليهَا أَرض هِيَ وقف وَكَانَ يملك أثوارا تحرث أرضه فَأرْسل أجيره بأثواره ليحرثن أرضه فَاحْتَاجَ الَّذِي بِيَدِهِ الأَرْض الْوَقْف إِلَى حرث شَيْء قَلِيل من أرضه فَقَالَ لأجير الْفَقِيه رَضِي الدّين احرث لي فحرث لَهُ بهَا فَعلم الْفَقِيه رَضِي الدّين فَأمر بِغسْل الأثوار والآلة الَّتِي حرث بهَا وألزم الْأَجِير أَن يغسل يَدَيْهِ حَتَّى لَا يخْتَلط شَيْء من غُبَار الأَرْض الْوَقْف بِملكه تورعا ثمَّ توفّي

<<  <   >  >>