للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُوسُف الْجَزرِي

أصل بَلَده شيراز من أقليم فَارس ثمَّ نزل دمشق ثمَّ الْقَاهِرَة وَطَاف الْبلدَانِ شرقا وغربا وَرَأى الْعَجَائِب سفرا وحضرا وَدخل مَا وَرَاء النَّهر وخراسان وبلاد الرّوم والغرب وَالشَّام وبلاد فَارس ويزد وكازرون وَالْبَصْرَة وفيروزباد واليمن ووفد على الْمُلُوك ورزق الحظوة وعلو الْمنزل وَلَيْسَ ذَلِك على الْعلمَاء بِكَثِير أدْرك الشَّيْخ شمس الدّين الْأَئِمَّة الْكِبَار كالأسنوي والأذرعي وَعبد الْوَهَّاب السُّبْكِيّ وعماد الدّين بن كثير وَأخْبر أَن مشايخه فِي الْعُلُوم نَحْو ثلاثمئة شيخ وصنف الْكتب النافعة مِنْهَا كتاب النشر فِي الْقرَاءَات الْعشْر وَهُوَ لَهُ شَاهد صدق ببراعته بفن الْقرَاءَات حَتَّى قيل إِنَّه لم يكن فِي الدُّنْيَا أعرف مِنْهُ فِي كتاب الله وَمن تصنيفه الْمُخْتَار فِي الْفِقْه والحصن الْحصين وعدته وجنته فِي الحَدِيث وَله غير ذَلِك من المصنفات وَكَانَ دُخُوله الْيمن سنة ثَمَان وَعشْرين وثمانمئة وسلطانه حِينَئِذٍ الْمَنْصُور بن النَّاصِر فَأحْسن إِلَيْهِ إحسانا كَبِيرا وَنزل الرّبع الْأَعْلَى بزبيد وأقرأ طلبة الْعلم الشريف فِي مَسْجِد يعرف بِمَسْجِد الماشطة وَحضر الْقِرَاءَة خلائق كَثِيرَة وأسمع الحَدِيث النَّبَوِيّ بِمَسْجِد الأشاعر وَكَانَ الإِمَام شرف الدّين إِسْمَاعِيل بن أبي بكر المقرىء يحضر ذَلِك وَيكون بَينهمَا من المطارحات والسؤالات أَشْيَاء حَسَنَة فَمن

<<  <   >  >>