للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذَلِك رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين

وَمِنْهُم شَيخنَا الإِمَام الْعَلامَة الْمُحدث الْحَافِظ الرّحال وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عَليّ العدناني البرشكي الْمَالِكِي هُوَ شيخ الْإِسْلَام وأوحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام صدر الْفُقَهَاء والمحدثين وَأجل الْعلمَاء المصنفين وَفد إِلَى الْيمن هُوَ وَالْإِمَام الْجَزرِي بِسنة ثَمَان وَعشْرين وثمانمئة فَأَقَامَ بِمَدِينَة زبيد مُدَّة وَأَجَازَ لأَهْلهَا ثمَّ وصل إِلَى مَدِينَة تعز فَاجْتمع عِنْده جمَاعَة من أَهلهَا وقرؤوا عَلَيْهِ موطأ الإِمَام مَالك بن أنس فَرَأَوْا لَدَيْهِ من الْفَوَائِد مَا يجل عَن الإحصاء وَحَضَرت ختم الْقِرَاءَة عِنْده بِالْمَدْرَسَةِ الأشرفية الجديدة فَاجْتمع خلق كثير ضَاقَتْ الْمدرسَة عَنْهُم فَأجَاز لكافة الْحَاضِرين وَأَجَازَ لي مَعَهم وَكتب خطه معربا وَحضر الشَّيْخ الْجَزرِي وكافة عُلَمَاء مَدِينَة تعز وَغَيرهم مجْلِس الْخَتْم فَقَرَأَ لَهُم الشَّيْخ وجيه الدّين مُسْنده بِلَفْظِهِ إِلَى الإِمَام مَالك وعد شُيُوخه أَرْبَعَة عشر شَيخا ثمَّ قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذين لَهُم الْأَسَانِيد الْعَالِيَة وَلَا أعلم على وَجه الأَرْض أَعلَى من سندي بِكِتَاب الْمُوَطَّأ فبيني وَبَين الإِمَام مَالك بن أنس عشرَة شُيُوخ ثمَّ قَالَ ولي شُيُوخ كَثِيرَة غَيرهم أسانيدهم قَاعِدَة عَن هَذِه الرُّتْبَة فَلم أذكرهم

وَكَانَ رَحمَه الله جَامعا لمعظم فنون الْعلم وَله صُورَة جميلَة يكَاد وَجهه يضيء قد كَسَاه الله نورا وجمله بلحية كثة وَحسن خلقَة

قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى قَرَأت ببلدي تونس بالمغرب ورحلت إِلَى أَمَاكِن كَثِيرَة لطلب الاستفادة والإفادة مِنْهَا مَكَّة ومصر وَالشَّام وَالْمَدينَة والإسكندرية وميا فارقين وَغَيرهَا وَله مُصَنف سَمَّاهُ المكافحة فِي أَحْكَام المصافحة وَله شعر حسن فِي الْوَعْظ وَغَيره فَمن جَوَابه لما وصل إِلَيْهِ بعض أصدقائه يسْتَأْذن فِي الدُّخُول عَلَيْهِ وَكَانَ ذَلِك لَيْلًا فَأذن لَهُ بعد أَن قَالَ فِي طلب الاسْتِئْذَان بَيْتَيْنِ هما

(أَتَى يخبط الظلما وَاللَّيْل عاكف ... حبيب بأوقات الزِّيَارَة عَارِف)

<<  <   >  >>