للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(فَمَا راعني إِلَّا لذيذ خطابه ... أَيَدْخُلُ مَحْبُوب على الْبَاب وَاقِف)

فَأَجَابَهُ الشَّيْخ بدر الدّين البرشكي بداهة بِمَا مِثَاله

(فَقلت نعم إِنِّي للقياك شيق ... وَإِنِّي من الوجد المبرح تَالِف)

(تفضلت تسْعَى نَحْو عبد ملكته ... وتطلب أذنا إِن هَذَا يُخَالف)

ثمَّ ارتحل من بعده الْقُلُوب مَعَه رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ آمين

وَمِنْهُم القَاضِي الْعَلامَة الرّحال الْحَافِظ شمس الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الحسني الْمَالِكِي الفاسي الْمُتَّصِل نسبه بسيدنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِمَامًا فِي الحَدِيث محققا مشاركا بِجَمِيعِ الْعُلُوم مجمعا على جَلَاله وأضيف إِلَيْهِ الْقَضَاء الْأَكْبَر على الْمَالِكِيَّة فِي مَكَّة المشرفة وَهِي بَلَده ومسكنه وَكَانَ سنيا وَكَانَت عَادَته الْأَسْفَار إِلَى مصر وَالشَّام ثمَّ وَفد إِلَى الْيمن لضرورات لَزِمته فقابله مُلُوكهَا وكبراؤها بِمَا يُقَابل بِهِ مثله وطلبوا مِنْهُ صَالح دعواته وعلو أجازته والفوائد الَّتِي التقطها من صَرِيح الحَدِيث وَمَفْهُومه فأسعفهم إِلَى ذَلِك وَألف كتبا كَثِيرَة مِنْهَا تَارِيخ مَكَّة المشرفة سَمَّاهُ مُخْتَصر المرام فِي تَارِيخ الْبَيْت الْحَرَام وتاريخ أهل الْمَدِينَة الشَّرِيفَة وَمِنْهَا ثلاثيات البُخَارِيّ على غير المتوالي الَّذِي تصرف فِيمَا قَرَأَهَا على مشايخه وَله كَلَام على جمَاعَة من رجال الحَدِيث ثمَّ امتحن بذهاب بَصَره فِي آخر عمره فَكَانَ يملي الْفَوَائِد من حفظه وتكتب عَنهُ وَفد إِلَى مَدِينَة تعز ثمَّ إِلَى مَدِينَة إب سنة أَربع وَعشْرين وثمانمئة وَقد ذهب بَصَره فَأجَاز لجَماعَة من أَهلهَا وَسَأَلَهُ بعض حاضري مَجْلِسه مَا سَبَب وُصُوله إِلَيْهِم فَأَنْشد قَول الأول

(تقر الرِّجَال الموسرون بأرضهم ... وَتَرْمِي النَّوَى بالمقترين المراميا)

(وَمَا تركُوا أوطانهم عَن ملالة ... وَلَكِن حذارا من شمات الأعاديا)

<<  <   >  >>