فَعرف مُرَاده من معنى أبياته
وَقد أثنى الْعلمَاء على هَذَا الشَّيْخ ومدحه جمَاعَة من الشُّعَرَاء وَالْعُلَمَاء مِنْهُم القَاضِي وجيه الدّين عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد النحواني قَالَ فِيهِ ارتجالا
(لما اجْتمعت بحاوي الْفضل سيدنَا ... مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَشْهُور بالفاسي)
(رَأَيْت بحرا وَفِيه الموج ملتطم ... من فيض علم بقلب أَصله راسي)
(وَقلت فِي شَأْنه هَذَا يحِق بِأَن ... نمشي إِلَيْهِ وَلَو سعيا على الراس)
ثمَّ ارتحل إِلَى مَكَّة المشرفة وَلم يزل يتَرَدَّد مِنْهَا إِلَى الْيمن مرَارًا حَتَّى وَفد مَعَ الشَّيْخ الْجَزرِي بِسنة ثَمَان وَعشْرين وثمانمئة فَأحْسن إِلَيْهِ سُلْطَان الْيمن ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة المشرفة وَأقَام بهَا إِلَى أَن توفّي بِسنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وثمانمئة رَحمَه الله ونفع بِهِ
وَمِنْهُم الشَّيْخ الْعَلامَة إِمَام الدّين عبد الله الشيفكي ثمَّ الشِّيرَازِيّ وَفد إِلَى عدن سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وثمانمئة فَكتب القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد بن سعيد بن كبن قَاضِي عدن إِلَى مُتَوَلِّي الْقَضَاء الْأَكْبَر وَهُوَ القَاضِي جمال الدّين الطّيب بن أَحْمد النَّاشِرِيّ بِأَن هَذَا الشَّيْخ وصل وَمَعَهُ نَحْو أَرْبَعِينَ طَالبا للْعلم هم درسته وَأَنه هُوَ ودرسته قاصدون الْحَج إِلَى مَكَّة المشرفة هُوَ وَأَصْحَابه فَكتب القَاضِي جمال الدّين الطّيب النَّاشِرِيّ إِلَى السُّلْطَان الظَّاهِر بِمَا كتب بِهِ القَاضِي جمال الدّين مُحَمَّد بن سعيد فَقَالَ السُّلْطَان هَل يجوز أَن يُسمى بعض الْعلمَاء بوقتنا إِمَام الدّين فَقَالَ القَاضِي جمال الدّين الطّيب النَّاشِرِيّ نعم يجوز إِذا كَانَ أَهلا لذَلِك وَقَالَ الْفَقِيه شمس الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن قحر لَا يجوز ذَلِك بوقتنا وَإِن حُكيَ أَن الإِمَام الرَّافِعِيّ سمي بذلك فَإِن الإِمَام الرَّافِعِيّ إِمَام مُطلق مُجْتَهد جَامع للمنقول والمعقول لَا سَبِيل لأحد من أهل الْوَقْت أَن يبلغ دَرَجَته والجوابان متفقان فِي الْمَعْنى ثمَّ رَحل هَذَا الشَّيْخ من الْيمن إِلَى مَكَّة المشرفة وَتُوفِّي بعد سنة خمسين وثمانمئة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
وَمِنْهُم الشَّيْخ الْعَلامَة المتقن شمس الدّين عَليّ بن يُوسُف الغزولي نسب إِلَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute