للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اسْتِيلَاء النَّصَارَى على مَدِينَة لوشة ٢٦ جُمَادَى الأولى عَام ٨٩١

فَبَيْنَمَا الْمُسلمُونَ كَذَلِك بَين حَرْب وَصلح إِذْ بِصَاحِب قشتالة دمره الله قد أقبل بمحلته على مَدِينَة لوشة فنزلها الْأَمِير مُحَمَّد بن عَليّ وَمَعَهُ جمَاعَة من أهل نجدة البيازين حِين سمعُوا بقدوم النَّصَارَى عَلَيْهَا تحَصَّنُوا بهَا مَعَ أَمِيرهمْ مُحَمَّد بن عَليّ الْمَذْكُور فحاصرها الْعَدو حصارا شَدِيدا وَنصب عَلَيْهَا أنفاطه وعدته واقترب إِلَيْهَا بجيشه وَآلَة حربه حَتَّى دخلُوا ربضها وهدموا بعض أسوارها بالأنفاط وَقتل كثير من نجدة الرِّجَال وَاشْتَدَّ عَلَيْهِم الْحصار فَلَمَّا رأى أهل لوشة مَالا طَاقَة لَهُم بِهِ من شدَّة الْحصار وَكَثْرَة جموع النَّصَارَى وَتَأْخِير أهل غرناطة عَن نصرتهم طلبُوا الْأمان وَاتَّفَقُوا على أَن يخرجُوا مُؤمنين بِأَمْوَالِهِمْ وَأَوْلَادهمْ وخيلهم وسلاحهم ودوابهم وَجَمِيع مَا يقدرُونَ على حمله فأجابهم الْعَدو لذَلِك ووفى لَهُم بِهِ فَأخذُوا فِي إخلاء الْبِلَاد ووصلوا إِلَى غرناطة بِمَا مَعَهم

<<  <   >  >>