وَفِي هَذِه السّنة وَهِي سنة خمس وَتِسْعين وثمان مئة بعث ملك النَّصَارَى إِلَى صَاحب غرناطة مُحَمَّد بن عَليّ على أَن يُعْطِيهِ مَدِينَة الْحَمْرَاء وَمَا قطع الْوَادي لجِهَة الْحَمْرَاء من غرناطة وَيتْرك للأمير الْمَذْكُور مُحَمَّد بن عَليّ سَائِر الْبَلَد وَالدُّخُول فِي ذمتة كَمَا دخل سَائِر الأندلس وَظن أَن ذَلِك يتم لَهُ فأطمعه الْأَمِير مُحَمَّد بن عَليّ فِي ذَلِك فَخرج صَاحب قشتالة فَرحا مَسْرُورا بمحلته لقبض مَدِينَة الْحَمْرَاء وغرناطة وللنزهة فيهمَا وَخرج مَعَه الصّبيان وَالنِّسَاء بِقصد النزهة وَلم يظنّ أَن فِي مَدِينَة غرناطة مدافعا لَهُ وَلَا مُقَاتِلًا وَلَا معاندا
فَلَمَّا بلغ الْخَبَر أهل غرناطة بِخُرُوج صَاحب قشتالة وَأَنه قادم عَلَيْهِم حَسْبَمَا ذكر جمع أَمِير غرناطة مُحَمَّد بن عَليّ خاصتهم وعامتهم وَأخْبرهمْ بِمُرَاد طاغية النَّصَارَى وَمَا طلب وَمَا خُرُوجه إِلَّا ليدْخل الْبَلَد على الصّفة الْمَذْكُورَة واستشارهم فِي ذَلِك فَأَجْمعُوا أَمرهم كلهم على قِتَاله ومدافعته عَنْهُم بِمَا أمكن حَتَّى يفتح الله عَلَيْهِم أَو يهْلكُوا عَن آخِرهم وتعاهدوا مَعَ أَمِيرهمْ أَن يَكُونُوا يدا وَاحِدَة على قتال
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute