من الْأُمُور وَصَارَ الْمُسلمُونَ يَخْتَلِفُونَ إِلَى الْمحلة للْبيع وَالشِّرَاء وَالنَّصَارَى كَذَلِك بِالْبَلَدِ
فَلَمَّا سمع أهل الْبشرَة أَن أهل غرناطة دخلُوا تَحت ذمَّة النَّصَارَى أرْسلُوا بيعتهم إِلَى ملك النَّصَارَى ودخلوا فِي ذمَّته وَلم يبْق حِينَئِذٍ للْمُسلمين مَوضِع بالأندلس فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون
ثمَّ إِن ملك الرّوم سرح الَّذين كَانُوا عِنْده مرتهنين مُؤمنين فِي أَمْوَالهم وأنفسهم مكرمين ثمَّ أقبل فِي جيوشه حِين اطْمَأَن فِي نَفسه فَدخل مَدِينَة الْحَمْرَاء فِي بعض خواصه وَبَقِي الْجند خَارج الْمَدِينَة وَبَقِي هُوَ يتنزه فِي الْحَمْرَاء فِي الْقُصُور والمنازل المشيدة إِلَى آخر النَّهَار ثمَّ خرج بجنده وَصَارَ إِلَى محلته فَمن غَد أَخذ فِي بِنَاء الْحَمْرَاء وتشييدها وتحصينها وَإِصْلَاح شَأْنهَا وَفتح طرقها وَهُوَ مَعَ ذَلِك يتَرَدَّد إِلَيْهَا بِالنَّهَارِ وَيرجع بِاللَّيْلِ لمحلته فَلم يزل كَذَلِك حَتَّى اطمأنت نَفسه من غدر الْمُسلمين فَحِينَئِذٍ دخل الْبَلَد وَدَار فِيهِ فِي نفر من قومه وحشمه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute