للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتطلق عند الفقهاء على ما يثاب فاعله، ولا يعاقب تاركه.

وفي اصطلاح المحدثين: تطلق السنة على ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم خاصة عند بعضهم، والأكثر أنها تشمل ما أضيف إلى الصحابي أو التابعي (١).

لكننا نلاحظ نتيجة الممارسة والتتبع أن لفظ السنة أكثر ما يستعمل عند علماء أصول الفقه، ويعرفونها بأنها: "ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير" (٢). فيجعلونها خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا يذكرون فيها "الوصف". وذلك لأنهم يبحثون فيها كمصدر للتشريع، والتشريع يثبت بالقول أو الفعل أو التقرير منه صلى الله عليه وسلم.

أما علماء الآثار فأكثر ما يستعلمون كلمة "الحديث".

وأما الأثر: فقد خصه فقهاء خراسان بالموقوف اصطلاحا. ومنهم جماعة خصوا المرفوع بالخبر.

لكن المعتمد الذي عليه المحدثون أن يسمى كل هذا أثرا، لأنه مأخوذ من أثرت الحديث أي رويته (٣).

ويؤيد ذلك إطلاق الحافظ العراقي على نفسه لقب "الأثري" بمعنى المحدث حيث قال في أول ألفيته:

يقول راجي ربه المقتدر ... عبد الرحيم بن الحسين الأثري


(١) شرح شرح النخبة: ١٦، وقارن التقريب للنووي وشرحه للسيوطي: ١٠٩.
(٢) حاشية التلويح للسعد التفتازاني: ٢: ٢.
(٣) تدريب الراوي شرح تقريب النووي: ٦ و ١٠٩.

<<  <   >  >>