للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أصح الأسانيد:

ونظرا لما ذكرنا من تفاوت الأسانيد في درجات القوة فقد حكم بعض الأئمة بالتفضيل المطلق لبعض الأسانيد، فقالوا: "إنه أصح الأسانيد" أي كلها، واختلفوا في ذلك على أقوال (١) نذكر منها:

١ - أصح الأسانيد: مالك عن نافع عن ابن عمر.

وهذا قول البخاري، وهو امر تميل إليه النفوس وتنذب إليه القلوب. وتسمى سلسلة هذا السند سلسلة الذهب.

٢ - أصحها: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه.

وهذا مذهب أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه.

٣، ٤ - أصحها: محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي.

وهو مذهب علي بن المديني وسليمان بنحرب، إلا سليمان قال أجودها: أيوب السختياني عن ابن سيرين، وابن المديني قال: عبد الله بن عون عن ابن سيرين.

٥ - سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود. قاله ابن المبارك والعجلي ورجحها النسائي.

وهذه الأقوال وإن اتلفت فإنه يمكن الإفادة منها، بأنه (٢) "يمكن للناظر المتقن ترجيح بعضها على بعض من حيث حفظ الإمام الذي رجح واتفانه، وإن لم يتهيأ ذلك على الاطلاق فلو يخلو النظر فيه من فائدة، لأن مجموع ما نقل عن الأئمة من ذلك يفيد ترجيح التراجم


(١) أخرجها الخطيب في الكفاية في فصل نفيس: ٣٩٧ - ٤٠٤.
(٢) كما قال الحافظ ابن حجر. التدريب: ٣١.

<<  <   >  >>