للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم". وصلة هو ابن زفر من فضلاء التابعين والحديث صحيح صححه الترمذي وغيره.

ومثال الضعيف: قوله في الزكاة: (١) "وقال طاووس: قال معاذ بن جبل لأهل اليمن: ائتوني بعرض ثياب خميص، أو ليس في الصدقة". إسناده إلى طاووس صحيح، لكنه لم يسمع من معاذ، فالإسناد منقطع، غير صحيح.

ومن هذا البيان يتضح خطؤ علي بن حزم الظاهري في رده لحديث البخاري (٢) قال: "وقال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابي حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو عمار الأشعري أو أبو مالك الأشعري، والله ما كذبني، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر، والحرير، والخمر، والمعازف ... ".

فزعم ابن حزم أنه وإن رواه البخاري فهو غير صحيح، لأن البخاري قال فيه: "قال هشام بن عمار". فهو منقطع ضعيف، واستروح ابن حزم إلى ذلك من أجل تقرير مذهبه الفاسد في إباحة الملاهي، وزعمه أنه لم يصح في تحريمها حديث.

قال أبو عمرو بن الصلاح في شرحه لصحيح مسلم (٣): "وهذا


(١): ٢: ١١٦.
(٢) في الأشربة: "باب فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه" ٧: ١٠٦.
(٣) الذي سماه "صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط، وحمايته من الاسقاط والسقط": ق ٤ ب-٥ آ. وعنه النووي بحروفه في شرح مسلم: ١: ١٨ - ١٩. وانظر للتوسع إغاثة اللهفان: ١٣٩ - ١٤٠، وفتح الباري: ١٠: ٤١ - ٤٣.

<<  <   >  >>