للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الضرب الثاني: تدليس التسوية

وهو أن يروي المدلس حديثا عن ضعيف بين ثقتين لقي أحدهما الآخر، فيسقط الضعيف ويجعل بين الثقتين عبارة موهمة، فيستوي الإسناد كله ثقات بحسب الظاهر لمن لم يخبر هذا الشأن. وقد سماه القدماء "تجويدا" لأنه ذكر من فيه من الأجود وحذف غيرهم.

وممن كان يعرف بذلك ويكثر منه: بقية بن الوليد الحمصي، والوليد بن مسلم الدمشقي، حتى تكلم فيهما بسبب ذلك: قال أبو مسهر: "أحاديث بقية ليست نقية، فكن منها على تقية" (١).

وقال أبو مسهر أيضا "كان الوليد بن مسلم يحدث بأحاديث الأوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم" (٢).

وقال الحافظ ابن حجر في الوليد: "ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية" (٣).

الضرب الثالث من تدليس الإسناد: تدليس القطع.

وهو أن يقطع اتصال أداة الرواية بالراوي.

مثاله: ما قاله علي بن خشرم: كنا عند ابن عيينة، فقال: "الزهري" فقيل له: "حدثك؟ ". فسكت! ثم قال "الزهري" فقيل له: سمعته منه؟ فقال: "لم أسمعه منه ولا ممن سمعه منه، حدثني عبد الرزاق عن معمر عن الزهري" (٤).


(١) ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي: ١: ٣٣٢.
(٢) شرح الألفية: ١: ٨٨.
(٣) تقريب التهذيب: ٢: ٣٣٦، وانظر ميزان الاعتدال: ٤: ٣٤٨.
(٤) علوم الحديث: ٦٦، لكن في المعرفة: ١٠٥، بلفظ "عن الزهري". وعليه يكون من تدليس الإسقاط.

<<  <   >  >>