للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شرط الشيخين ووافقه الذهبي (١).

وهذا التصحيح فيه نظر كبير، فإن الترمذي رواه في كتابه "العلل الكبير" ثم قال سألت محمد بن إسماعيل -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: ابن جريج لم يسمع من عمران بن أبي أنس، هو يقول: حدثت عن عمران بن أبي أنس" (٢).

لكن هذا الإعلال للسند لا يقدح في صحة المتن، لأنه ورد من طريق أخرى صحيحة من رواية سعيد بن سلمة بن أبي الحسام قال حدثنا عمران بن أبي أنس عن مالك بن أوس بن الحدثان عن أبي ذر إلى آخره فصح المتن لثبوته من طريق ثانية صحيحة.

القسم الثاني: المعل في المتن

مثل حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"الطيرة من الشرك، وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل" (٣). فهذا الحديث صحيح ظاهرا سندا ومتنا، إلا أن متنه معلول بعلة خفية، في قوله "وما منا إلا" قال البخاري: كان سليمان بن حرب يقول في هذا الحديث: وما منا ولكن يذهبه بالتوكل قال سليمان: هذا عندي قول عبد الله بن مسعود".

قال الخطابي قوله: "وما منا إلا" معناه: إلا يعتريه التطير ويسبق


(١) المستدرك: ١: ٣٨٨. وانظر كتابنا الإمام الترمذي: ٤٢٩.
(٢) نصب الراية: ٢: ٣٧٦ - ٣٧٧، وانظر التلخيص الحبير: ١٨٤.
(٣) أخرجه أبو داود في آخر الطب، والترمذي أواخر السير صححه، وفي العلل، وابن ماجه رقم ٣٥٣٨. وقوله "إلا" ليس في الترمذي، وهو ثابت عنه في تعليق الخطابي والمنذري: ٥: ٣٧٤ - ٣٧٥.

<<  <   >  >>