مَاتَ لَيْلَة ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة ٧٧٧ وَكَانَت جنَازَته حافلة جدا وَدفن بِالْقربِ من ابْن عَطاء ويحكي المصريون عَنهُ عجائب وكرامات قَرَأَ عَلَيْهِ شَيخنَا الْحَافِظ أَبُو الْفضل الْكثير وَسمع مِنْهُ الهيثمي والأبناسي وَعَامة المصريين والرحالة وَمن شُيُوخه فِي الْقُرْآن الْعَفِيف الدلاصي وَفِي الْعَرَبيَّة أَبُو حَيَّان وَفِي الْفِقْه عَلَاء الدّين القونوي وَفِي الْأُصُول شمس الدّين الْأَصْبَهَانِيّ وَقَالَ الذَّهَبِيّ فى مُعْجَمه الْكَبِير هُوَ كَون عَجِيب فِي الْوَرع وَالدّين وَحسن السمت وَالتَّعَفُّف وَهُوَ جيد الْفِقْه قوى المذاكرة فِي كل حَال كثير الْعلم
٢٢١٢ - عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْبر بن يحيى بن تَمام السُّبْكِيّ ولي الدّين أَبُو ذَر بن أبي الْبَقَاء بهاء الدّين ولد بِمصْر فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ٢٥ وأحضر على زهرَة بنت الختني وأسمع على مُحَمَّد بن غالي وَيحيى بن فضل الله وَأبي نعيم الأسعردي وبدمشق من زَيْنَب بنت الْكَمَال والجزري والمزي وَابْن القريشة وَغَيرهم وَحفظ الْحَاوِي وتفقه على أَبِيه وَغَيره واشتغل فِي الْأَصْلَيْنِ والعربية وناب فِي الحكم عَن قَرِيبه تَاج الدّين السُّبْكِيّ ثمَّ عَن أَبِيه واستقل بالحكم بِدِمَشْق بعد مَوته وَله نظم حسن ودرس بعدة أَمَاكِن وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْخَيرِ وَالْإِحْسَان إِلَى الْفُقَرَاء وَالصَّبْر على الْأَذَى وَمَات وَهُوَ على الْقَضَاء فِي سَابِع شَوَّال سنة ٧٨٥ بِدِمَشْق وَقَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن حجى كَانَ أديبا بارعا لَهُ نظم فائق وَكَانَ يحفظ الْحَاوِي ويذاكر بِهِ ويدرس مِنْهُ وَمن الْكَشَّاف مَعَ مُشَاركَة