الْعَسْقَلَانِي ثمَّ الْمصْرِيّ ثمَّ الْمدنِي شمس الدّين ابْن زكي الدّين الشهير بِابْن السَّبع ولد سنة ثَمَانِينَ وَسمع من ذَاكر الله بن الشمعة وَإِسْحَاق بن درباس وغازي الحلاوي والدمياطي وَغَيرهم وَأخذ عَن ابْن الرّفْعَة وَقَرَأَ على الشطنوفي وَجلسَ مَعَ الشُّهُود مُدَّة خَارج بَاب الْفتُوح ثمَّ لما كَانَت سنة ٥٥ ولي قَضَاء الْمَدِينَة والخطابة بهَا وَكَانَ جيدا حسن الْمُلْتَقى قصير الباع فِي الْعلم وَقد حدث وَسمع مِنْهُ شَيخنَا الْعِرَاقِيّ واشتهر أَنه صحف الْمثل الْمَشْهُور إِذا قَالَت حذام فصدقوها فصحفها بِضَم الْخَاء وَتَشْديد الدَّال وَأَشَارَ إِلَى خدام الْحرم الشريف وَكَانَ يذكر أَن الْعِزّ الْحَرَّانِي أجَاز لَهُ وَلَيْسَ ذَلِك بِبَعِيد وَكَانَ فصيحاً جهيراً فِي خطابته يسمع من طرف السُّوق حسن الْأَخْلَاق بشوشاً فَلَمَّا كَانَت سنة ٥٤ قدم جمَاعَة من المجاورين فشنعوا عَلَيْهِ وَوَافَقَ ذَلِك هوى القَاضِي عز الدّين ابْن جمَاعَة فِي عَزله لِأَنَّهُ ولي بِغَيْر اخْتِيَاره فَوقف جمَاعَة من الْمَدَنِيين بدار الْعدْل وشهدوا عَلَيْهِ بِأُمُور لَا تلِيق بالحكام من أهل الْعلم مِنْهَا أَنه كَانَ إِذا دخل الْحُجْرَة للزيارة يقبل الأَرْض وسقطات كَثِيرَة فَأمر السُّلْطَان بعزله وَاسْتقر بدر الدّين ابْن الخشاب وَذَلِكَ فِي سنة ٥٤ فَتوجه إِلَى مَكَّة وجاور بهَا وَحدث بِصَحِيح البُخَارِيّ فِي مجاورته بِسَمَاعِهِ لَهُ من مُحَمَّد بن أبي الْمُذكر قَرَأَهُ عَلَيْهِ شمس الدّين ابْن سكر وسعى وَلَده عَلَاء الدّين ابْن السَّبع فِي عود وَالِده وساعده شيخو فاستقر فِي أول سنة ٥٦ فاستمر إِلَى ربيع الآخر سنة ٥٩ ثمَّ صرف بالهوريني وَكَانَ يذكر أَنه سمع من ابْن دَقِيق الْعِيد والدمياطي وَأَنه تفقه على ابْن الرّفْعَة وَمَات سنة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute