الشهَاب مَحْمُود لما ولي فَخر الدّين الخليلي الوزارة حضر بالخلعة إِلَى بَيت الصاحب تَاج الدّين وَجلسَ بَين يَدَيْهِ وَقبل يَده فَالْتَفت الصاحب تَاج الدّين إِلَى بعض خدمه فأحضر توقيعاً بمرتب يخْتَص بذلك الشَّخْص وَقَالَ للخليلي مَوْلَانَا يعلم على هَذَا التوقيع فَأَخذه مِنْهُ وَقَبله وَكتب عَلَيْهِ بِحَضْرَتِهِ فَكَانَت تِلْكَ تعد إجَازَة لوزارة الخليلي وَكَانَ جده بهاء الدّين يؤثره على أَوْلَاده لصلبه وَأقر لَهُ عِنْد مَوته أَن فِي ذمَّته لَهُ ولأخيه سِتِّينَ ألف دِينَار وَكَانَ لَهُ نظم ونثر لطيف وانتهت إِلَيْهِ رئاسة مصر فِي عصره وَكَانَ ذَا سَمِعت وسودد وشكل حسن قَالَ أَبُو حَيَّان كَانَ محباً للْفُقَرَاء كثير الصَّدَقَة والتواضع متناهياً فِي الْمطعم والملبس والمنكح والمسكن وَلما نكب على يَد الشجاعي جرده من ثِيَابه وَأَرَادَ ضربه فَلم يتَمَكَّن من أَكثر من مقرعة وَاحِدَة فَوق الْقَمِيص مَعَ عَظمَة الشجاعي وجبروته مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ٧٠٧
١٨٩٦ - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن همام بن راجي الله بن سَرَايَا بن نَاصِر بن دَاوُد الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الْمصْرِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الإِمَام أَبُو الْفَتْح تَقِيّ الدّين ابْن تَاج الدّين ولد فِي شعْبَان سنة ٦٧٧ وَطلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الْأَجْزَاء تخرج بالدمياطي وَسمع مِنْهُ وَمن الأبرقوهي وَابْن الصَّواف وشهاب المحسني وَجَمَاعَة وَهُوَ صَاحب كتاب سلَاح الْمُؤمن