للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من النَّاس شَيْئا لَا يفهمونه عني وناموسي أذاك يَمْنعنِي أَن أصرح بِهِ وَهُوَ أَنِّي لَا أَقْْضِي لأحد حَاجَة إِلَّا على لِسَان تنكز ودعا لَهُ بطول الْعُمر قَالَ فبلغت ذَلِك لَهُ فَقَالَ بل أَمُوت أَنا فِي حَيَاة السُّلْطَان فبلغها السُّلْطَان فَقَالَ لَا قَالَ لَهُ أَنْت إِذا عِشْت بعدِي نفعتني فِي أَوْلَادِي وَأَهلي وَأَنت إِذا مت قبلي إيش أعمل أَنا مَعَ أولادك أَكثر مِمَّا عملت هاهم أُمَرَاء فِي حياتك وَعمر بِدِمَشْق جَامعا بحكر السماق فِي غَايَة الْحسن وتربة وداراً وحماماً ومسجداً ومكتبة أَيْتَام بجوار امْرَأَته بالخواصين وَدَار إيوَان نَحْو القليجية وبيمارستان بصفد ورباطاً وحمامين بالقدس وسَاق المَاء إِلَى الْمَسْجِد وقيسارية وجدد القنوات بِدِمَشْق وجدد عَامَّة الزوايا والمدارس والربط ووسع الطّرق وَأصْلح الرصيف وَهدم أَمَاكِن كَثِيرَة كَانَت استجدت فِي أسواق دمشق فضاقت بهَا الطّرق فَانْتَفع النَّاس بذلك وَعدم لأصحابها شَيْء كثير فَلم يتجاسر أحد أَن يُنكر عَلَيْهِ وَحج فِي سنة ٧٢١ وَأقَام عَنهُ بيبرس الْحَاجِب نَائِب غيبَة وَيُقَال أَنه قدم الْقَاهِرَة بعد حجه فَأمر السُّلْطَان الْأُمَرَاء أَن يهادوه فَكَانَت جملَة مَا قدم لَهُ ثَمَانِينَ ألف دِينَار وَكَانَ يَدُور بِنَفسِهِ بِاللَّيْلِ مختفيا وَيُشِير بِمَا يرَاهُ فَمَا يصبح ذَلِك الْمَكَان إِلَّا

<<  <  ج: ص:  >  >>