وَمَال كثير فَعظم شَأْنه وهابه الْأُمَرَاء والنواب قَالَ الصَّفَدِي سَار السِّيرَة الْحَسَنَة العادلة بِحَيْثُ لم تكن لَهُ همة فِي مأكل وَلَا مشرب وَلَا ملبس وَلَا منكح إِلَّا فِي الفكرة فِي تَأْمِين الرعايا فأمنت السبل فِي أَيَّامه ورخصت الأسعار وَلم يكن أحد فِي ولَايَته يتَمَكَّن من ظلم أحد وَلَو كَانَ كَافِرًا وَبعد سنة من ولَايَته زَاد النَّاصِر فِي إقطاع نِيَابَة الشَّام لما وَقع الروك الناصري ثمَّ تقدم أمره إِلَى جَمِيع النواب بالبلاد الشامية أَن يكاتبوا تنكز بِجَمِيعِ مَا كَانُوا يكاتبون بِهِ السُّلْطَان وَهُوَ يُكَاتب عَنْهُم وَلم يزل فِي علو وارتقاء حَتَّى كَانَ النَّاصِر لَا يفعل شَيْئا إِلَّا بعد مشاورته وَلم يكْتب هُوَ إِلَى السُّلْطَان فِي شَيْء فَيردهُ فِيهِ إِلَّا نَادرا وَلم يتَّفق فِي طول ولَايَته أَنه ولى أَمِيرا وَلَا نَائِبا وَلَا قَاضِيا وَلَا حاجباً وَلَا وزيراً وَلَا كَاتبا إِلَى غير ذَلِك من جليل الْوَظَائِف وحقيرها برشوة وَلَا طلب مُكَافَأَة بل رُبمَا كَانَ يدْفع إِلَيْهِ المَال الجزيل لأجل ذَلِك فَيردهُ ويمقت صَاحبه وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَى الْقَاهِرَة بِإِذن السُّلْطَان فيبالغ فِي إكرامه واحترامه حَتَّى قَالَ النشو مرّة الَّذِي خص تنكز فِي سنة ٧٣٣ خَاصَّة مبلغ ألف ألف وَخمسين ألفا خَارِجا من الْخَيل والسروج وَكَانَ قد سمع الحَدِيث من عِيسَى الْمطعم وَأبي بكر بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم وَابْن الشّحْنَة وَغَيرهم وَلما حج قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْمُحدثين بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة ثلاثيات البُخَارِيّ قَالَ الْأَمِير سيف الدّين قرمشي قَالَ لي السُّلْطَان مرّة لي مُدَّة طَوِيلَة أطلب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute