وَكَانَ كَرِيمًا متواضعاً حسن المعتقد شَدِيد الرَّد على الفلاسفة والمبتدعة مظْهرا فضائحهم مَعَ استيلائهم فِي بِلَاد الْمُسلمين حِينَئِذٍ شَدِيد الْحبّ لله وَرَسُوله كثير الْحيَاء ملازماً للْجَمَاعَة لَيْلًا وَنَهَارًا شتاء وصيفاً مَعَ ضعف بَصَره بآخرة ملازماً لأشغال الطّلبَة فِي الْعُلُوم الإسلامية بِغَيْر طمع بل يحذيهم ويعينهم ويعير الْكتب النفيسة لأهل بَلَده وَغَيرهم من أهل الْبلدَانِ من يعرف وَمن لَا يعرف محباً لمن عرف مِنْهُ تَعْظِيم الشَّرِيعَة مُقبلا على نشر الْعلم آيَة فِي اسْتِخْرَاج الدقائق من الْقُرْآن وَالسّنَن شرح الْكَشَّاف شرحاً كَبِيرا وَأجَاب عَمَّا خَالف مَذْهَب السّنة أحسن جَوَاب يعرف فَضله من طالعه وصنف فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان التِّبْيَان وَشَرحه وَأمر بعض تلامذته باختصاره على طَريقَة نهجها لَهُ وَسَماهُ الْمشكاة وَشَرحهَا هُوَ شرحاً حافلاً ثمَّ شرع فِي جمع كتاب فِي التَّفْسِير وَعقد مَجْلِسا عَظِيما لقِرَاءَة كتاب البُخَارِيّ فَكَانَ يشْتَغل فِي التَّفْسِير من بكرَة إِلَى الظّهْر وَمن ثمَّ إِلَى الْعَصْر لإسماع البُخَارِيّ إِلَى أَن كَانَ يَوْم مَاتَ فَإِنَّهُ فرغ من وَظِيفَة التَّفْسِير وَتوجه إِلَى مجْلِس الحَدِيث فَدخل مَسْجِدا عِنْد بَيته فصلى النَّافِلَة قَاعِدا وَجلسَ ينْتَظر الْإِقَامَة للفريضة فَقضى نحبه مُتَوَجها إِلَى الْقبْلَة وَذَلِكَ يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشري شعْبَان سنة ٧٤٣
١٦١٤ - الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عدنان الْحُسَيْنِي الْمَعْرُوف بِابْن أبي الْحسن تقدم نسبه فِي تَرْجَمَة أَخِيه جَعْفَر ولد سنة ٦٥٣ وَهُوَ وَالِد الشريف عَلَاء الدّين