أَبُو جَعْفَر بِصَاحِب غرناطة وَوصف لَهُ حَال الفازازي فَأذن لَهُ إِذا انْصَرف بِجَوَاب رسَالَته أَن يخرج إِلَيْهِ بِبَعْض أهل الْبَلَد ويطالبه من بَاب الشَّرْع فَفعل فَثَبت عَلَيْهِ الْحَد وَحكم بقتْله فَضرب بِالسَّيْفِ فَلم يجل فِيهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَر جردوه فوجدوا جسده مَكْتُوبًا فَغسل ثمَّ وجد تَحت لِسَانه حجرا لطيفاً فَنَزَعَهُ فجال فِيهِ السَّيْف حِينَئِذٍ وَقَالَ الْكَمَال جَعْفَر كَانَ ثِقَة قَائِما بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر قامعاً لأهل الْبدع وَله مَعَ مُلُوك عصره وقائع وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخَاصَّة والعامة حسن التَّعْلِيم ناصحاً لَهُ عدَّة تصانيف وأرخ وَفَاته كالذهبي فَإِنَّهُ جزم بِأَنَّهُ مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ٧٠٨ وَكَانَت وَفَاته فِي رَمَضَان سنة سبع أَو ثَمَان وَسَبْعمائة
٢٣٣ - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن جَعْفَر الأوسي الغرناطي أَبُو جَعْفَر يعرف بِابْن جَعْفَر كَانَ من أهل الْفضل والإدراك والسراوة وَحسن الْخلق جميل الْعشْرَة كريم الصُّحْبَة ثاقب الذِّهْن كتب بديوان الْحساب متصفاً بالأمانة وَصِحَّة الْحساب قانعا بِمَا دون الْكِفَايَة قَالَ المُصَنّف فِي التَّاج مَجْمُوع رائق وفاضل لم يعقه عَن الْفضل عائق مَا شِئْت من عَامر نَافق السُّوق وسرف فارع البسوق وذكاء متألق البروق وإصابة مَاضِيَة الْفَصْل مسددة الفوق ظهر فِي الْكِتَابَة بضبطه وتحقيقه وَفضل استقامته واستقامة طَرِيقه فشف على فريقه وأشرق حاسده بريقه فَمن شعره قَوْله من قصيده
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute