فَكتب اليه هَذِه الابيات وَكَانَ اتّفق مجئ الْعِيد
(يَا سيدا يفْدِيه عبد قد توجع سَيّده ... )
(اخْتَرْت أَمر عيادتى ... والعذر عَنهُ أشيده)
(مذ وَافق الافراق عيد مِنْك وافى جيده ... )
(قُلْنَا مقَالَة مخلص ... فى الود وَهُوَ يُؤَيّدهُ)
(نسعى اليه مهنئين نعوده ونعيده ... )
وَكَانَت وِلَادَته فى ثَالِث عشر ذى الْقعدَة سنة ثَمَان وَخمسين وَتِسْعمِائَة وَتوفى لَيْلَة الْخَمِيس ختام جُمَادَى الاولى سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَألف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير
عمر بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بِابْن الصَّغِير بِصِيغَة التصغير الدمشقى شيخ الادب بِالشَّام بعد شَيْخه أَبى بكر بن مَنْصُور الْعُمْرَى الْمُقدم ذكره الشَّاعِر كَانَ شَاعِرًا مطبوعا حسن التخيل وَله مُشَاركَة فى الادب جَيِّدَة قرا فى مبادى أمره الْعَرَبيَّة وبرع حَتَّى صَار قيم الادب وَلما مَاتَ الْعُمْرَى صَار مَكَانَهُ شيخ الادب وَكَانَ يَقُول بعد أَبى بكر عمر وَلم يتَزَوَّج فى عمره وَكَانَ لَهُ خبْرَة بالطب وأشعاره كَثِيرَة سائرة وَمِمَّا يستجاد لَهُ قَوْله معميا باسم خَالِد
(مذ رق مَاء للجمال بوجنة ... كالورد فِي الأغصان كلله الندى)
(ة تمثلت أهدابنا فِيهِ فظنوه ... العذار وَلَا عذار بهَا بدا)
وَقد أَخذ الْمَعْنى من قَول الْبَعْض
(أعد نظر فَمَا فِي الخد نبت ... حماه الله من ريب الْمنون)
( ... وَلَكِن رق مَاء الْحسن حَتَّى ... أَرَاك خيال أهداب الجفون)
وَأنْشد لَهُ البديعى فى ذكرى حبيب قَوْله
(أفدى الذى دخل الْحمام متزرا ... بأسود وبليل الشّعْر ملتحفا)
(دقوا بطاساتهم لما رَأَوْهُ بدا ... توهما ان بدر التم قد كسفا)
وَهُوَ // معنى حسن // تصرف فِيهِ وَأَصله مَا اشْتهر فى بِلَاد الْعَجم ان الْقَمَر اذا خسف يضْربُونَ على الطاسات وباقى النّحاس حَتَّى يرْتَفع الصَّوْت زاعمين بذلك انه يكون سَببا لجلاء الخسوف وَظُهُور الضَّوْء هَكَذَا قَالَه بعض الادباء والذى يعول عَلَيْهِ فى أَصله ان هلاكو ملك التتار لما قبض على النصير الطوسى وَأمر بقتْله لاخباره بِبَعْض المغيبات فَقَالَ لَهُ النصير فى اللَّيْلَة الْفُلَانِيَّة فى الْوَقْت الفلانى يخسف الْقَمَر