ينبغى أَن يكون حطب الْبَيْت قطعا كبار الئلا يحصل اسراف فى وقدها وَكَانَ مغرما بمعاملة الفلاحين وَاتفقَ لَهُ انه ادّعى عَلَيْهِ لَدَى قاضى الْقُضَاة الْمولى عبد الله بن مَحْمُود العباسى الْمُقدم ذكره بمبلغ أَخذه زَائِدا فأهانه قاضى الْقُضَاة اهانة بليغة وَلم يكن عهد لَهُ انه أهين مُدَّة عمره فانه كَانَ موقرا مُحْتَرما عِنْد كبار الوزراء والاعيان وَبِالْجُمْلَةِ فانه كَانَ من صُدُور الْعلمَاء وَكَانَت وِلَادَته ببوسنة سراى فى صفر سنة تسع وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة وَتوفى فى نَهَار الْخَمِيس ثانى عشرى صفر سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَألف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير بِالْقربِ من حَضْرَة بِلَال الحبشى رضى الله عَنهُ
فضل الله بن محب الله بن مُحَمَّد محب الدّين بن أَبى بكر تقى الدّين والدى المرحوم الدمشقى المولد والوفاة أزكن فضلاء الْوَقْت البارعين وبلغائه المعروفين وَكَانَ حسن الْمعرفَة بفنون الادب يجمع تفاريق الكمالات وَيرجع مَعهَا الى خطّ مَنْسُوب وَلَفظ عذب وَمَعْرِفَة باللغتين الفارسية والتركية واستكثر فى أَوَائِله من الْقِرَاءَة على الشَّيْخ أَحْمد بن شمس الدّين الصفوري الْمُقدم ذكره فَأخذ عَنهُ الفصاحة وتفتحت لَهُ أَبْوَاب الشّعْر ثمَّ لزم الشَّيْخ عبد اللَّطِيف الجالقى فَأخذ عَنهُ الْفِقْه وسما فى حَدَاثَة سنة الى مَرَاتِب أَعْيَان الادباء الَّتِى لَا تدْرك الا مَعَ الِانْتِهَاء وَكَانَ قوى البديهة حسن الْمُنَاسبَة حكى لى من لَفظه قَالَ كنت وانا فى سنّ ثَلَاث عشرَة سنة معتنيا بالقلم التَّعْلِيق فَحَضَرت مَجْلِسا للْمولى أَحْمد بن المنلا زين الدّين المنطقى وَهُوَ قاضى الْقُضَاة بِالشَّام وَمَعَهُ أَعْيَان عُلَمَاء دمشق فى دَعْوَة لوالدى فَطلب من والدى أَن يرى خطى فَكتبت لَهُ فى قرطاس هذَيْن الْبَيْتَيْنِ