(بل لهف كل ذوى الآمال قاطبة ... عَلَيْهِم خير مرتاد لمرتاد)
(كَانَت بهم تزدهى فى السّلم اندية ... وفى الوغى كل قداد وهناد)
(على الارائك أقمار تضئ وَمن ... تَحت الترائك آساد لمساد)
(تَشكوا عداهم اذا شاكى السِّلَاح بدا ... شكّ القناما ضفا من نسج ابراد)
(الى النحور وَمَا تحوى الصُّدُور وَمَا ... وارته فى جنحها ظلمات أجساد)
(بادوا فباد من الدُّنْيَا بأجمعها ... من كَانَ فكاك أصفاد باصفاد)
(وَقد ذوت زهرَة الدُّنْيَا لفقدهم ... وألبست بعدهمْ أَثوَاب احداد)
(واجتث غرس الامانى من فجيعتهم ... وَأنْشد الدَّهْر تقنيطا لرواد)
(يَا ضيف أقفر بَيت المكرمات فَخذ ... فى جمع رحلك واجمع فضلَة الزَّاد)
(يَا قلب لَا تبتئس من هول مصرعهم ... وَعز نَفسك فى بوس وانكاد)
(بِمن غَدا خلفا يَا حبذا خلف ... فى الْملك عَن خير آبَاء واجداد)
(بحائز ارثهم حاو مغافرهم ... كَمَا حوى الالف من آحَاد أعداد)
(وَذَاكَ زيد أدام الله دولته ... وزاده مِنْهُ تأييدا بامداد)
(سمابه النّسَب الوضاح حَيْثُ غَدا ... طريفه جَامعا أشتات أتلاد)
(لقد حوى من رفيعات المكارم مَا ... يكفى المثخن أحداد وأحفاد)
(أَلَيْسَ قد نَالَ ملكا فى شبيبته ... مَا ناله من سعى أَعمار آباد)
(أَلَيْسَ فى وهج الهيجا مواقفه ... مشكورة بَين أَعدَاء واضداد)
(أَلَيْسَ أسج بِالتَّنْعِيمِ سابحه ... لج المنايا ليحيا قبل أجناد)
(أَلَيْسَ يثبت يَوْم اللَّيْث أَن لَهُ ... وثبات لَيْث يزجى ذود نقاد)
(أَلَيْسَ يَوْم العطا تحكى أنامله ... خلجان بَحر بفيض التبر مداد)
(أَلَيْسَ قد لَاحَ فى تأسيس دولته ... من جده الْمُصْطَفى رمز بارشاد)
(دَامَت معاليه والنعمى بِذَاكَ لَهُ ... مصونها وَهُوَ ملحوظ باسعاد)
(مَا لَاحَ برق وَمَا غنت على فنن ... صوادح البان وَهنا شجوها بادى)
قَوْله أَلَيْسَ قد لَاحَ فى تأسيس دولته يُشِير بِهِ الى مَا وَقع للشريف زيد فانه لما وَردت الاوامر السُّلْطَانِيَّة بولايته الْحَرَمَيْنِ وَكَانَ اذ ذَاك بِالْمَدِينَةِ المنورة قصد زِيَارَة النبى
فَأَرَادَ الخدم ان يفتحوا لَهُ الْبَاب فوجدوه مَفْتُوحًا وَكَانُوا قد أغلقوه من قبل فَعلم النَّاس انه اشارة الى الْفَتْح وَالظفر وَكَانَ الامر كَذَلِك وَكتب