للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غَيره

(أَيَّام شرخ شبابى رَوْضَة أنف ... ماريع مِنْهُ بروع الشيب ويعانى)

(أَيَّام غصنى لدن من غضارته ... أصبو الى غير جاراتى وخلانى)

غَيره

(ثمَّ انْقَضتْ تِلْكَ السنون وَأَهْلهَا ... فَكَأَنَّهَا وكانهم أَحْلَام)

غَيره

(لم يبْق مِنْهَا مشتاق اذا ذكرا ... الا لواعج فكر تبْعَث الفكرا)

غَيره

(وَلم يبْق منى الشوق الا تفكرى ... فَلَو شِئْت أَن أبكى بَكَيْت تفكرا)

لم أكن على مُفَارقَة الاحباب جلدا فَأَقُول وهى جلدى وانما وهى تجلدى مِمَّا حملت النوائب على كندى وفتت صرف الْبَين المشت من أفلاذ كبدى

(جربت من صرف دهرى كل نائبة ... أَمر من فرقة الاحباب لم أجد)

غَيره

(فراقا قضى أَن لَا تأسى بَعْدَمَا ... مضى منجدا صبرى وأوغلت مُتَّهمًا)

(وفجعه بَين مثل صرعة مَالك ... ويقبح بى أَن لَا أكون متمما)

(خليلى ان لم تسعدانى على البكا ... فَلَا أَنْتُمَا منى وَلَا أَنا مِنْكُمَا)

(وحسنتما لى سلوة وتناسيا ... وَلم تذكرا كَيفَ السَّبِيل اليهما)

وَله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته بِالْهِنْدِ فى سنة خمسين وَألف

مُحَمَّد بن أَحْمد الْمَعْرُوف بالحتاتى المصرى الاديب الشَّاعِر الْكَاتِب الْمَشْهُور كَانَ من أَعْيَان الْفُضَلَاء وبلغاء الشُّعَرَاء وَله شعر رَقِيق فى نِهَايَة الْحسن والجودة وَكَانَ ظريف الطَّبْع خليعا طروبا وَله فى الطِّبّ بَاعَ طَوِيل أَخذ عَن عُلَمَاء مصر ثمَّ دخل الرّوم وَأقَام بهَا مُدَّة طَوِيلَة وَولى قَضَاء أسيوط والجيزة فى نواحى مصر وَذكره الخفاجى فى الخبايا فَقَالَ فى حَقه أديب فَاضل رَقِيق شملة الشَّمَائِل جم المناقب صنو درارى الْكَوَاكِب ان كَانَ الادب روضا فَهُوَ ونواره أَو الْفضل يدا وساعد فَهُوَ سواره قطف ثَمَر الْمجد غض الجنا وكل من عجل الْغِرَاس اجتنى وَهُوَ مَعَ أَن ربع الْكَرم هشيم الحاطم مجذب روض رَبِيعه وسلسال معاليه مغدق مخصب وَله فى الطِّبّ يَد كَثِيرَة الايادى وطبع مُفِيد العناصر والمبادى وبدائع مجريات شهِدت لَهَا الاسباب والعلامات وفكر ألمعى لم يلم بِهِ ألم عى وموثق خطّ يسند وَحَدِيث مجد الى المعالى مُسْند وَشعر رَقِيق ونثر هُوَ الْمسك الفتيق وأدب يجل وَلَا يمل كتنفس الريحان اذا بَكَى الطل يتَغَنَّى بِهِ كل حاد وملاح ونثر يترقرق ترقرق الدُّمُوع فى خدود الملاح وَكَانَ فى صباه بِمصْر لَا زَالَت السحب تحط بحماه أثقالها مجدا فى كسب المحامد والمعالى لَا ترد سؤالها ثمَّ أتهم وأنجد وديباجة حَاله

<<  <  ج: ص:  >  >>