بالرحيل تتجدد وَلم يزل مغربا ومشرقا حَتَّى اتخذ الرّوم لشمسه أفقا فنعمت فِيهَا باجتناء فواكه محاوراته أزرف من زهر الْعُلُوم مونقه فطوقنى قلادة من مدائحه وعقدا من مطارحاته أكسد سوق الدّرّ مَا ينمقه مَا بَين جد أسكر ابْنة الزرجون وهزل اغتبقت واصطبحت مِنْهُ بسلافة المجون
(هُوَ الضَّيْف سمعى لَهُ منزل ... وقلبى فرش وحبى قرا)
ثمَّ أنْشد لَهُ قَوْله من قصيدة طَوِيلَة
(أسترجع الله أحلا مَا مضين لنا ... فى غَفلَة الدَّهْر أَو فى يقظة الْعُمر)
(حَيْثُ التصابى مَعْقُود اللِّوَاء على ... جَيش من اللَّهْو بَين الا من وَالظفر)
(أَيَّام كَانَت شموس الصفو تلمع من ... أفق الاسارير والكاسات والثغر)
(والانس تطفح عندى صفحتاه وان ... طَغى رقيبى رَمَاه الكاس بالشرر)
(كأننى كنت فى دَار النَّعيم مَتى ... مَا جال للنَّفس سؤل لَاحَ للنَّظَر)
(لَا غول فِيهَا وَلَا لَغوا وَلَا كدر ... سوى السلاف وَصَوت الناى وَالْقصر)
(فكم لَيَال كست بدر الدجى شرفا ... تمنت الشَّمْس فِيهِ رُتْبَة الْقدر)
(أهْدى لنا ضوأه لحفا بطائنها ... ريح الصِّبَا وافترشنا زهرَة الزهر)
(وَكم ركبنَا بهَا دهما قلائدها ... شهب النُّجُوم على الاحجال وَالْغرر)
(نبيت فِيهَا نشاوى خمرة وصبا ... غرقى الممرات فى ورد وفى صدر)
(لَا نَعْرِف الحقد الا للصباح وَقد ... أضحت تنم علينا غفوة السحر)
(وَكَانَ يرقب ليلاتى ويسبقها ... على المجر وان لم تمض لم يسر)
(تِلْكَ الليالى الَّتِى لَو أنصفت وصلت ... بِالروحِ بعد سُوَيْد الْقلب وَالْبَصَر)
(مَضَت سرَاعًا بأحباب عرفت بهم ... حَال المُرَاد اذا حَالَتْ عَن الصُّور)
(واسود وَجه شبابى بعد نضرته ... بأبيض الشهب لَا باللؤم والخور)
(أرى حداد الليالى بعد بَينهم ... شبيبتى وحدادى أَبيض الشّعْر)
(أبكى ويبكيهم دَوْمًا اذا ذكرُوا ... بأعين النَّجْم دمع الهاطل الْمَطَر)
(فَلم تعض عَنْهُم نجم وَلَا قمر ... وَلَا شموس وَلَا زاك من الْبشر)
(سوى الشهَاب أَبى الْعَبَّاس سيدنَا ... الْمولى المفدى بِأَهْل البدو والحضر)
(يحيا بِهِ دارس للْعلم حِين غَدا ... مُجَدد الدّين والآداب والفقر)
(لوعا صر الاربع الاوتاد لَا نعقد الاجماع مِنْهُم على آرائه الْغرَر ... )