(شَقِيق نعْمَان لَوْلَا ورد بهجته ... ثانى الشَّقِيق وحمر الخاطر الْعطر)
(يعطيك مَا هية الاشيا ويسلبها ... سحر الْمجَاز بِمَعْنى فِيهِ مبتكر)
(لم ألق فى الْمَلأ الادنى وفى الْمَلأ الْأَعْلَى شَبِيها لَهُ فاستجل واختبر ... )
(عَلامَة الدَّهْر فى كل الْعُلُوم لَدَى ... كل العصور وَلَيْسَ الْخَبَر كالخبر)
(عَرفته سيدا مولى أصُول بِهِ ... على الزَّمَان وأغد وَخير منتصر)
(ايه نَصَحْتُك قلبى فَهُوَ عروتك الوثقى تمسك بِهِ فى الْخطب وَاقْتصر ... )
(وناد نَفسك ان جَاشَتْ لنائبة ... واستبدلت لعلاها الْيَأْس بالوطر)
(لَا يذهب الصَّبْر مَا لاقيت واعتمدى ... على معاليه بعد الله وَالْقدر)
(واستقبلى الْمجد من علياء همته ... فانها فى مضاء الصارم الذّكر)
(طلق الجبين بِهِ اسْتغنى زَمَانك عَن ... شمس الضُّحَى وأبى اسحق وَالْقَمَر)
(واستوكفى سَبَب كفيه يفيك بِمَا ... مِنْهُ البحور تمنت زِينَة الْمَطَر)
ثمَّ قَالَ وَكنت نظمت بِالشَّام قصيدة طَوِيلَة طائبة أَولهَا
(نثار نور دوح قد تمطى ... وَألقى برده صبح تغطى)
(وَقد عطس الصَّباح فشمتته ... حمائم قد كساها الْخَزّ مِرْطًا)
فَلَمَّا وقف عَلَيْهَا أعجب بهَا وعارضها بقصيدة بديعة وأرسلها الى وهى هَذِه
(كسا الرَّوْض من رياه ريح الصِّبَا مِرْطًا ... فَأَثْقَله واعتل فاعتمد الابطا)
(أرى الدوح مفتون النسيم فراقص ... يصفق ان وافى ويطرق ان شطا)
(يمد لَهُ من حليه وثيابه ... وتيجانه من تَحت أَخْمُصُهُ بسطا)
(وَكم من أياد للنسيم على الربى ... فيرقدها شطا ويوقظا نشطا)
(يهذبها بالغيث تَهْذِيب مصحف ... فيعر بهَا شكلا ويعجمها نقطا)
(لذاك نَبَات الرَّوْض شقَّتْ على الْهوى ... جيوبا وحلت عقد أزرارها شرطا)
(لتلثمه خدا وترشفه فَمَا ... وتنشقه مَا الْمسك عَن عرفه انحطا)
(وَمن قبل شَرط العقد بَث أريجها ... وَشرط الْهوى أَن الجزا يسْبق الشرطا)
(كَانَ الغصون الْعرس وَالرِّيح بَعْلهَا ... اذا اعتلقا اهتزا وأوراقها تلطا)
(وان أَعرَضت عَنْهَا ثناها بفرعها ... اليه وَأَدْنَاهَا وأضجعها ضغطا)
(تجاذب ذَات الطوق لَكِن تهزها ... وتسمعها هزا قلائدها لقطا)
(ومذ صَار خلخالاً لَهَا النَّهر لم ينم ... وَمن شطه بالسق دَار وَمَا غطا)